قائد الطوفان قائد الطوفان

ومضة عسكرية (14)

مكتوب: طبول الحرب حقيقة ام مجرد صخب؟

رامي ابو زبيدة
رامي ابو زبيدة

رامي ابو زبيدة

تستخدم (إسرائيل) اليوم استراتيجية الردع من أجل منع المقاومة القيام بعمل مقاوم او الحد من ادوات وفعل مسيرات العودة القائمة عبر الإشارة لها بأن الرد سيكون قويًّا وسيتسبب لها بضرر فادح ان لم يتوقف، ويقوم الردع على الوسائل التي يمتلكها الطرف الذي ينفّذ التهديد ومدى استعداده للقيام باستخدامها والقدرة على جعل هذا التهديد يُؤخذ على محمل الجد من قبل الطرف المُهدَد، فالردع يُستخدم للتأثير على قرارات الطرف الخاضع للتهديد في مصالحه الاستراتيجية.

وهو ما تحاول (إسرائيل) عبر تصريحات ليبرمان ونتنياهو القيام به مع المقاومة بغزة من خلال استخدام الردع الجارف، وهو التهديد باستخدام قوة جارفة لمنع المقاومة من اتخاذ أي خطوات من شأنها تغيير الوضع القائم والتخفيف من حدة مسيرات العودة، أو القيام بأي ردٍّ على الوضع الحالي في قطاع غزة، في ضوء عدم وجود حلول تمتلكها لإيقاف مسيرات العودة المتصاعدة، وصلابة موقف المقاومة واصرارها على كسر الحصار بشكل كامل.

في القواعد الحاكمة بقانون القتال والحروب والنزاعات المسلحة، يقال بأنّ الحرب تقع عندما تهيأ شروطها ومستلزماتها ويضُمن تحقيق الانجاز والنصر واستثماره فيها مع الجهوزية لدفع كلفة النصر وثمنه وتحمّل ردة فعل العدو، ويُبتدَع سبب مباشر لاندلاعها، لذلك نحن أما تهديدات قادة الاحتلال وهذا الصخب قد يُعمل به في اتجاهين:

الأول: يكون استهلاكاً إعلامياً ونفسياً رادعاً لتحقيق مكاسب من غير حرب، ولذا يُقال من كثر تهديده بالحرب وارتفع صوته محذراً منها، لا يبادر إليها، وهو رسالة داخلية للمجتمع الصهيوني انه ليس هناك امكانية لفرض الهدوء في غلاف غزة إلا بتلبية شروط المقاومة.

الثاني: فقد يكون من أجل تهيئة الرأي العام وتبرير الحرب إذا ذهب إليها وحشد الحلفاء الذين يُخيفهم بمخاطر فعل المقاومة، فإذا نجح بصخبه وصراخه في توفير ذلك ذهب إلى الحرب، مع الانتباه ان تمسك المقاومة بضرورة كسر الحصار بشكل واضح واستمرار تصاعد حدة المسيرات وزيادة زخمها توحي الى إمكانية نشوب مواجهة أكثر من احتمالية التوصل الى تهدئة اذا ما أخذنا في الحسبان احتمالات فرض عقوبات جديدة من قبل السلطة ولم يستطع الوسطاء في بلورة اتفاق يسهم بشكل واضح في رفع الحصار عن قطاع غزة، ذلك يعني الدخول في جولة تصعيد عسكرية لزيادة الضغط من كل طرف على الطرف الاخر والتفاوض تحت وقع الضربات المتبادلة وقد يعزز ذلك فرص الوصول الى اتفاق تهدئة لعدم رغبة من الطرفين الوصول والانجرار لجولة مفتوحة من التصعيد في الوقت الحالي

البث المباشر