نظم منتدى الإعلاميين الفلسطينيين يوم الثلاثاء وقفة تضامنية مع فضائية الأقصى بعد تدمير طائرات الاحتلال الإسرائيلي مقرها في مدينة غزة بالكامل، الليلة الماضية. وشارك عشرات الصحفيين والحقوقيين في الوقفة التي نظمت على أنقاض مقر الفضائية المُدمّر، وحملوا يافطات تستنكر الجريمة الإسرائيلية بحق الصحافة.
وقال أمين سر المنتدى محمد أبو قمر إن الاحتلال لن يتمكن من كسر عزيمة الصحفيين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الوقفة رسالة تحدٍ للاحتلال أن الرسالة الفلسطينية ستستمر رغم أنف الاحتلال. وذكر أن صمت المؤسسات الدولية وخاصة المعنية بشؤون الصحفيين يشجع الاحتلال على الاستمرار في جرائمه بحق الصحفيين.
أما المذيع في قناة الأقصى هاني المغاري فقال إن الإعلام الفلسطيني المقاوم مستهدف من الاحتلال لتغييب صورة الحقيقة.
وأشار إلى أن "الصورة والكلمة ستكون التحدي الأكبر بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي، ولاسيما أن العدو همه تغييب صورة قناة الأقصى". وأضاف "عملنا جاهدين ألا تغيب الصورة إلا دقائق معدودة. هذه مسؤولية كبيرة مع التزامنا بالعمل الإعلامي المهني الذي يبحث عن الحقيقية".
وتابع "مرت سنوات عديدة استفرد فيها الاحتلال بالرواية الإعلامية، لكن عندما انطلق الإعلام المقاوم علم الاحتلال حجم الخسارة والآثار التي انعكست عليه وعلى جنوده وجبهته الداخلية".
وهذه المرة الرابعة التي تدمر فيها قوات الاحتلال مقرات قناة الأقصى الفضائية منذ عام 2008. أما رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف فقال إن القصف الإسرائيلي لفضائية الأقصى "شاهد من شواهد جريمة الاحتلال بحق شعبنا وإعلامنا، تثبت تعامل الاحتلال بعقلية العصابات مع الإعلام الفلسطيني لتغييب شهود الحقيقة.
وذكر أن فضائية الأقصى مؤسسة مدنية إعلامية لا يجوز استهدافها حتى في ظل الحروب وأوقات الطوارئ وفق القانون الدولي. وأكد أن اعتداءات الاحتلال لم تفت في عضد الإعلام الفلسطيني يومًا من الأيام، "وندفع ضريبة كبيرة كل يوم، ومع ذلك لم تهن العزيمة ولم تغب الرسالة والرواية الفلسطينية".
وأشاد معروف بتكاتف المؤسسات الإعلامية مع فضائية الأقصى. وأشار إلى اتصالات يُجريها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة مع عدة جهات إقليمية ودولية وأممية للمطالبة بتجميد عضوية الاحتلال في كل المحافل المعنية بحرية الرأي والتعبير لتوجيه رسالة له بضرورة وقف اختراق المواثيق الدولية.
وفي نفس السياق، دعا منسق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في فلسطين صالح المصري لتحرك المؤسسات المعنية بحرية الرأي والتعبير لإدانة استهداف الاحتلال المؤسسات الإعلامية الفلسطينية.
وقال: "جرّب الاحتلال استهداف المؤسسات الإعلامية الفلسطينية وبالتحديد فضائية الأقصى وسبق أن حجبها في الضفة والقدس وأراضي الـ48، ودمرها في الحرب الأخيرة ومرات سابقة، لكن بقي شعار القناة أن التغطية مستمرة". وأضاف "هذا يجعلنا مطمئنين أن العدوان الذي يستهدف الصحفيين سيبوء بالفشل".
ودعا المصري إلى نقل حالة التضامن مع فضائية الأقصى من غزة إلى الضفة الغربية. وأشار إلى أن قوات الاحتلال قتلت 43 صحفيًا ودمر عشرات المؤسسات الإعلامية منذ عام منذ 2000، لكن ذلك لم يمنع الصحفيين من مواصلة رسالتهم.
أما الحقوقي سمير زقوت فوصف قصف قوات الاحتلال فضائية الأقصى بـ"جريمة الحرب المتعمدة والمنظمة". وقال: "هذه جريمة حرب واضحة؛ فالقناة منشأة مدنية، ولا شبهة في استخدامها بأعمال قتالية.
ونحن أيضًا أمام جريمة مركبة بسبب قوة المتفجرات المستخدمة في القصف من أجل إلحاق ضرر بكل البيئة المحيطة بها لترويع المدنيين". واتهم زقوت المجتمع الدولي بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائمه، مشيرًا إلى أن صمت العالم يشجع الاحتلال على عدوانه.
وقصفت طائرات الاحتلال الليلة الماضية مقر قناة الأقصى الرئيس بمدينة غزة بستة صواريخ من طائرات مُسيرة وثلاثة من طائرات حربية، ما أدى لتدميره وما يحتوي من معدات بالكامل.
وانقطع بث قناة الأقصى دقائق قليلة قبل أن يعود، وبثت القناة فيديو استهداف المقاومة حافلة إسرائيلية بصاروخ موجه شرقي جباليا شمالي القطاع، ما أدى لإصابة جنديين أحدهما بجراح حرجة، وفق اعتراف الاحتلال.