قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: المقاومة توحدنا

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

غرفة العمليات المشتركة شكلت من ثلاثة عشر فصيلا فلسطينيا مقاوما من أجل إدارة المواجهة مع العدو الصهيوني، هذه الغرفة كانت عنوانا حقيقيا لما تحقق خلال المواجهة الاخيرة مع الاحتلال الصهيوني، غرفة العمليات المشتركة عنوانا لمرحلة قادمة بعد النجاحات التي تحققت خلال المواجهة الأخيرة وهي تشكل حلما فلسطينيا منتظرا أن يتحقق على كافة الصعد، السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية خاصة عندما نكون في مرحلة تحرر وطني، هذه المرحلة تتطلب تكاتف الجهود، ووحدة الموقف، ووحدة المواجهة، عندها يمكن أن نحقق حقوقنا ونجبر الاحتلال على الاستجابة والخنوع والتنازل.

انطلقت الغرفة بشعار واحد، وصوت واحد، وبيان واحد، وبقرار واحد، فيها أعلنت موعد الرد وكيفية الرد، ومكان الرد، وعندما توقف الرد وتم التوافق تم بشكل جماعي، وبرؤية واحدة على أن تبقى الأيدي على الزناد خشية غدر الاحتلال، كون أن الاحتلال بطبعه وسجيته لا يلتزم بالعهود والمواثيق، غادر لا يلتزم بما يوقع عليه إلا إذا كانت هناك قوة تلزمه على الالتزام بالتوقيع فكان الشعار الذي رفعه الجميع ملتزمون ما التزم الاحتلال.

المقاومة وغرفة عملياتها وضرباتها الموجعة والتي لم يتوقعها الاحتلال زلزلت الكيان الصهيوني وأجبرت وزير حربه على الاستقالة، وأحدثت تصدع داخل حكومة الكيان، وستعجل بإجراء الانتخابات، وستحدث تغيرات دراماتيكية داخل المجتمع الصهيوني.

هذه الوحدة التي تحققت على الأرض في غرفة العمليات ومن قبلها في مسيرات العودة وكسر الحصار تؤكد أن ما يصلح للقضية الفلسطينية الوحدة والشراكة السياسية، وحدة الموقف، ووحدة القرار سلما او حربا، أما ما هو حادث اليوم من حالة انقسام وتشظٍ وتمسك بالمواقف السابقة والحديث عن سلطة ورئيس سلطة ونحن جميعا نقع تحت الاحتلال الصهيوني، هذا الاحتلال لا يمكن مواجهته إلا موحدين في القرار على قاعدة الشراكة السياسية المستندة على المقاومة والتي ثبت نجاعتها وفعاليتها ونتائجها من خلال المواجهة مع الاحتلال الأخيرة.

هناك دعوة للجلوس على طاولة للحوار لتحقيق شراكة سياسية وتحمل المسئولية المشتركة بعيدا عن العنتريات والتهديدات والاشتراطات، وبعيدا عن الأحلام الطائشة المستندة على التعايش مع الاحتلال الصهيوني، وتقاسم فلسطين بين أصحاب الأرض والغاصبين، بطريقة مزرية تنتقص من الحقوق، وتحرم الشعب الفلسطيني من أبسط الحقوق في الحرية وإقامة الدولة على كامل التراب، كل ذلك حرصا على سلطة منقوصة بل وهمية لا قيمة لها تتناقص شيئا فشيئا حتى تتلاشى وفقا لمخطط صهيوني ينفذ على الارض بالاستيطان والقوانين العنصرية وضم القدس والضفة الغربية وتجريد الفلسطينيين من الحقوق واعتبارهم زوارا على أرضهم يمكن طردهم في الوقت المناسب الذي يخدم الاحتلال ومشروعه الاستيطاني.

هذه الدعوة التي وجهها أبو ابراهيم ( يحيى السنوار ) في خطاب النصر الذي تحدث فيه عن جملة من القضايا، ووجه فيها رسائل إلى كل الأطراف الفلسطينية من أجل الوحدة على قاعدة الشراكة، فهل هذه الدعوة ستلتقط وسيفكر بها محمود عباس وحركة فتح من أجل تحقيق الوحدة عنصرا للقوة وتحقيقا للأهداف والحقوق.

أثبت الجولة الأخيرة مع الاحتلال أهمية الوحدة على قاعدة الشراكة بعيدا عن عنجهية أنا الكبير وعلى الجميع أن يتبعني، خاصة أن غرفة العمليات تلاشت فيها هذه العنجهية وكان الكل سواء كبيرا وصغيرا فكان القرار مشترك ومتوافق عليه الكبير تنازل للصغير، فمن يتنازل من أجل الوطن هو انتصار للوطن وليس تنازلا.

خطاب يحيي السنوار في حفل التأبين كان خطابا فلسطينيا وليس خطابا حمساويا أو فصائليا، كان خطابا شاملا حذر فيه الاحتلال باسم الشعب الفلسطيني، بانه سيلقى ما لقيه بل اشد، هذا الخطاب الذي شهده جمع غفير وكبير ومتفاعل ومتضامن ليس مع حماس فقط بل ومع المقاومة وبه ظهرت الحاضنة الشعبية للمقاومة من كل أطياف الشعب الفلسطيني، فكان هذا الحضور اللافت هو رسالة واحدة على طريق الوحدة للجميع بأن المقاومة توحدنا وهي السبيل لعودة الحقوق ومواجهة الاحتلال.

البث المباشر