مكتوب: التسجيلات المسربة... صراعات فتحاوية خفية ستطفو بعد رحيل عباس !

صورة
صورة

الرسالة - محمود هنية

كم كبير من الشتائم والاهانات يتبادلها اثنان من رموز السلطة، هي ملخص لمكالمة تسجيلية مسربة ضمن عدد من المكالمات التي سربّت في الأيام الأخيرة بين قيادات امنية وأعضاء بمركزية فتح، في خطوة تكشف عن كم كبير أيضا من الصراعات الخفية التي تنذر بكارثة قد تقع بعد رحيل "الثمانيني" محمود عباس عن المشهد.

وضمن تقديرات المراقبين وتحديدا في ضوء ما نشره الاعلام العبري مؤخرا عن صراع التسلح بين قيادات فتح وانصارهم، تجهيزًا لمعركة توريث الحكم بعد رحيل عباس، فإنّ هذه التسريبات تزيد الطين بلة لتكشف عن المستور من هذه الصراعات.

شتائم بألفاظ قاذعة تبادلها محمود الهباش مع مدير دائرة الاعلام والناطق باسم الشرطة عدنان الضميري، في مكالمة ساخنة كشفت عن أجواء اكثر سخونة بين الرجل المقرب من عباس، وبين آخر يعتبر من قيادات الأجهزة الأمنية في الضفة.

سبق تلك المكالمة تسجيلات أخرى لجبريل الرجوب امين سر مركزية فتح، وهو يتهجم على رامي الحمد الله الذي يعتبر من المقربين لعباس واتهمه بالفشل والعجز، كما تهجم من قبل في مكالمة أخرى على المخابرات المصرية.

مكالمة أخرى للرجوب يتهجم فيها على دحلان، يتهمه فيها بالوقوف خلف تسريبات مضللة بشأنه، كما أنه يقف خلف توتير العلاقات بينه وبين مصر.

سبق هذه المكالمات تسريبات أخرى لقيادات فتحاوية تتهجم على رئيس السلطة ذاته، كانت على لسان صائب عريقات وأخرى لعزام الأحمد.

الفاظ نابية

ديمتري دلياني النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح، علق على تسريبات مكالمة "الهباش والضميري" بأنها أمر معيب ومخزي ولا يليق بأبناء واخلاق شعبنا، وعليهما الاثنان أن يعتذرا في بيان لهما لشعبنا، الذي كان عرضة لسماع متنفذين بالسلطة.

وقال دلياني لـ"الرسالة نت" إنّ "الإساءة لأي شخص لا تصل لاختراع الفاظ نابية كالتي استمعنا اليها، فهي امعان في اختراع الالفاظ النابية البذيئة التي لا يستطيع الانسان ان يعلق عليها".

وأشار إلى أنّ هذه المكالمة تركت جرحًا في أذن كل من استمع لها وغالبية أبناء شعبنا ينتقدها.

وذكر دلياني أن هذه مشكلة شخصية وسوء تفاهم بينهما تم التعامل معه بمستوى لا يليق بمناصب الاثنان وليس فقط في شخوصهما، "فالضميري ناطق باسم الأجهزة الأمنية ويجب ان يختار كل كلمة تصدر عنه، كما أن الهباش الذي تحدث بأقذع الألفاظ قاضي قضاة ويفترض انه شيخ!".

 اختلاف في إدارة الخلاف

من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح عبد الستار قاسم، أن هذه التسريبات تشير الى أن السلطة بدأت تأكل بعضها بعضا، "فالسلطة هي من أعطت الرواتب قبل ذلك لمجموعة من الزعران ثم تمردوا، واليوم الهباش وامثاله كانوا أدوات لتثبيت أوسلو ثم مع الزمن باتوا يملكون مجموعة مسلحة بالنفوذ والمال".

وقال قاسم لـ"الرسالة نت" إنّ فتح اصبحت تملك الكثير من مراكز القوى المسلحة، "فشيخهم يملك الأموال ما يجعله يسب عليهم جميعا، ويوما ما سيطلقون النار على بعضهم البعض، و"يذهب الشعب تحت الرجلين" على حد تعبيره.

وأضاف أنّ قضية التجسس على مكالمات الهباش وغيره من القيادات، هي قرار مركزي، "وتداخل فيه عناصر وجهات مختلفة، تسعى لامتلاك أكبر قدر من الوثائق والمعلومات".

وأشار إلى أنّ "السلطة اليوم في حالة تمزق شديد، فهي امام شخصيات تجتهد للاحتفاظ بأموالها وسلطتها على حساب الشعب الفلسطيني".

ورأى أن كل هذه التحركات تأتي في سياق التشتت والانهيار التي وصلت اليه الضفة.

بدوره أكدّ الكاتب والسياسي طلال الشريف، أنّ ابتعاد هذا الفريق عن المشروع الوطني، اوجدت لديه ثقافة سياسية مختلفة مرتبطة بالمال السياسي والصراعات وتحديدا على المستقبل السياسي للسلطة في الوقت الذي يوشك فيه عباس على الرحيل، "فجميعهم يمارسون سلوكا غير منضبط وخارج عن ثقافة شعبنا".

وقال الشريف لـ"الرسالة نت ": "يتصور هؤلاء ان هذه الالفاظ ستحسم صراعاتهم امام الجمهور الذي ينظر ويتابع ويضع علامات استفهام كثيرة عليها، في ضوء حدة الصراع القائم بينهم على المواقع والمالي السياسي".

وأشار إلى أن هذه الشخصيات نسيت القضية الفلسطينية، خلافا للحركة الوطنية والإسلامية في غزة، "التي مارست المعارضة في القطاع امام حماس، لكنها فتحت لنفسها نقاشا راقيا بين المجموع الوطني بما في ذلك حماس".

البث المباشر