تحتفي حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الخامسة والأربعين، على أطلال أعمق انقسام فتحاوي داخلي، تعزو فيه قيادات فتحاوية السبب إلى دكتاتورية الثمانيني الذي دمر القضية الفلسطينية بمجملها، والقول هنا لقيادات وازنة في التنظيم، استقوى عباس عليها وطردها منه.
المتحدث باسم التيار "الإصلاحي الديمقراطي" المنبثق عن حركة "فتح" عماد محسن، قال إنّ حركة فتح التي انطلقت في الأول من يناير عام 65، بشعارات ومبادئ واضحة، لا يختلف اثنان على نظامها السياسي وأدبياتها.
وأضاف محسن لـ"الرسالة نت" فتح كانت في يوم ما اماً للجماهير، "وباتت اليوم تواجه كل معاني الاذلال ممن يقبضون على مقاليد الحكم بغية كسر إرادة الكادر الفتحاوي".
وأوضح أن هذه الفئة المتحكمة تسعى لإسقاط سلاح الحركة والتوجه نحو ما تبقى من أوسلو، ممثلة بـ"اتفاق باريس سيء الصيت والتنسيق الأمني الذي يسميه البعض مقدسا".
وشدد محسن على أنه "لا يمكن لفتح ان تستعيد ريادتها إلا أن تعود لأصلها حاضنة لمشروع حماية الحقوق والناس على غرار سلوك التيار الإصلاحي في غزة".
وأشار إلى أن الحركة ممثلة في غرفة العمليات المشتركة لتستعيد ثقتها بجمهورها عبر قيادة تنادي بالوحدة وتؤسس لشراكة استراتيجية وتستكشف معاناة الاهل في القدس والضفة وغزة ومخيمات اللجوء، والتمسك بالمبادئ الجوهرية التي نشأت عليها الحركة".
وأكدّ أن الحركة إذا ما تمسكت بذلك فإنها تكون قد استعادت بوصلتها، "اما المنهج القائم حاليا والمجسد في المقاطعة ومن لف لفها فهي تختطف الحركة"، "مؤكدًا أن الدور المنوط بفتح اليوم هو استكمال مسيرة التحرر الوطني والحفاظ على الهوية الوطنية والكيانية واحياء روح الكفاح في صدور الفلسطينيين.
من جهته، قال القيادي في التيار عبد الحميد المصري، إن مستقبل القضية مرتبط بوحدتها الحقيقية، "وكل ما يحدث اليوم وقتي ولن يطول وهو مرتبط بوجود عباس فقط".
وذكر المصري لـ"الرسالة نت" أن كل ما يحدث من ارهاصات وخلافات ستنتهي بنهاية عباس واللحظة التي يغيب فيها عن المشهد، وفق تعبيره.
ورأى المصري أن ما تروجه قيادة السلطة حول رغبتها التوجه لانشاء دولة فلسطينية، "كلام حق يراد به باطل، "فحق الشعب على الفئة المتحكمة إنهاء حصاره والعقوبات الانتقامية المفروضة عليه".
وتساءل: "هل تعمل هذه القيادة لتجذير الشعب في ارضه؟ وماذا فعلت لتثبيت الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس؟ وأي دولة ستبنى بدون شعب؟"، مضيفا: "هذا وهم كبير حين يدعون بناء دولة لكنهم يشاركون في تفريغها من أهلها".
من جانبه، أكّد القيادي الفتحاوي والنائب عن الحركة في التشريعي ورئيس التجمع الوطني المسيحي ديمتري دلياني أن "عناصر وكوادر حركة فتح لم يتعودوا أن يتم حكمهم بشكل فردي ودكتاتوري، وفق قوله.
وذكر دلياني لـ"الرسالة نت" أن فتح اليوم اكبر من مسمياتها التنظيمية وهياكلها، "ولا تتفق مع تفاعلات المؤتمر السابع الذي جرى فيه تغييب الكوادر والقيادات الفاعلة".
وأشار إلى أن عباس يحكم الحركة طبقا لسياسة التهديد المالي وقطع الرواتب، "لكن كثيرا من أبناء الحركة تمردوا على ذلك رغم ما لحق بهم من أذى".
وأشار إلى أن الفجوة الحاصلة اليوم هي بفعل محمود عباس الذي يتحكم بالحركة ويختطف قرارها.
وكان رئيس السلطة محمود عباس قد أمر بفصل عدد من قيادات الحركة أبرزهم محمد دحلان الذي تزعم تيارا أطلق عليه "التيار الإصلاحي الديمقراطي" وينشط في ساحات مختلفة فيما يضيق عليه عباس في الضفة المحتلة.