مكتوب: لماذا تنوي هيئة مسيرات العودة تفعيل أدوات نضالية جديدة؟

صورة
صورة

غزة - الرسالة نت

كانت واضحة الهيئة العليا لمسيرات العودة حينما أعلنت عن تفعيل أدوات نضالية جديدة مع بدء العام الجديد، بعد الجمعة التي كانت بمثابة اختبار للاحتلال في مواجهة تهديد المقاومة بالرد جراء الاعتداء على المتظاهرين السلميين في أعقاب استشهاد خمسة متظاهرين في الجمعة الـ 39.

وأكدت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار في ختام الجمعة الأربعين للمسيرات، أنها بصدد استخدام خيارات نضالية جديدة، هدفها الوقوف بحزم أمام الاحتلال الإسرائيلي، فيما دعت الجماهير الفلسطينية للمشاركة في الجمعة المقبلة التي تحمل عنوان "مقاومة التطبيع".

وتأتي عودة الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة للأدوات النضالية التي أزعجت الاحتلال كثيرا على مدار الأشهر الماضية إلى أن دفعته للموافقة على اتفاق بوقف أدوات المسيرة في مقابل حل جزئي لأزمة الكهرباء ورواتب الموظفين وتوفير فرص عمل للعاطلين عن عمل، في ظل محاولات الاحتلال التهرب من استحقاقات الهدوء.

كما تكشف الهيئة والمقاومة من خلفها عن وجهها الخشن في مواجهة الاحتلال في أعقاب المجزرة التي ارتكبها بحق المتظاهرين السلميين في الجمعة الـ 39، مما أجبر الاحتلال على الحذر في التعامل خلال الجمعة اللاحقة، والتي انتهت باستشهاد متظاهر بمدينة خانيونس، فيما ردت المقاومة بإطلاق صاروخين اتجاه موقع للاحتلال، وإطلاق عشرات البلالين الحارقة على مستوطنات غلاف غزة.

ويأتي الموقف الجديد للفصائل الفلسطينية بغزة في ظل توجه الاحتلال لعقد انتخابات مبكرة، قد تلقي بظلالها على قطاع غزة، من خلال تهور قد يقدم عليه رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو في إطار المنافسة الحزبية على الانتخابات، كما حصل في مرات سابقة كثيرة، مما يتطلب موقف حازما بشكل مسبق يدفع نتنياهو للقلق من مغبة المساس بغزة أو استحقاقاتها التي حصلت عليها بدماء أبنائها في مسيرات العودة.

وفي تفاصيل الموقف الجديد للهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، قال مصدر مسؤول في الهيئة لـ"الرسالة" إن التوجه الحالي للهيئة يقضي بعدم السماح للاحتلال بالتهرب من استحقاقات الهدوء القائم، بالتأكيد على أن لا مشكلة لدى الهيئة والفصائل في تصعيد الموقف مجددا على الاتجاهات كافة.

وأضاف المصدر -فضل عدم الكشف عن اسمه- أن الاحتلال يعلم جيدا أنه بمقدور الفصائل الضغط عليه من خلال  أدوات مسيرات العودة التي تم تجميدها وأخرى لم يتم الكشف عنها بعد، وفي حال تجاوزه للخطوط الحمراء سيكون للمقاومة موقف آخر قد يجهل الاحتلال مآلاته في حال الوصول إليه.

وأكد أن من الأفضل للاحتلال في الوقت الحالي الاستمرار في تطبيق الاتفاق المبرم برعاية مصرية أممية، وعدم المساس بالمتظاهرين السلميين، والابتعاد عن إدخال غزة في أتون المنافسة الحزبية الإسرائيلية، لكن كلفة ذلك ستكون أكبر من المتوقع.

وعلى ما يبدو فإن الفصائل الفلسطينية بغزة توجه رسائل ساخنة للاحتلال والوسطاء على حد سواء، بخطورة التراجع عن الاتفاق القائم، المتمثل في إدخال الأموال القطرية، وتشغيل محطة توليد الكهرباء، والمشاريع الأخرى التي من المفترض البدء فيها كمرحلة ثانية من مسيرات العودة.

ويذكر أن ثمة توقف في حركة الوفود التي كانت تزور قطاع غزة بشكل شبه يومي بهدف تخفيف حدة التصعيد على الحدود، على مدار الأشهر الماضية، بما أنتج اتفاقا بين الهيئة الوطنية والاحتلال بوساطة مصرية وأممية، ودعم قطري.

ويشار إلى أن أهم أدوات مسيرات العودة التي تم تجميدها لإتمام الاتفاق: البلالين الحارقة، والبلالين المتفجرة، والإرباك الليلي، وقطع السلك، والكوشوك، وتفجير البوابات الحدودية، وإشعال المواقع العسكرية على الحدود.

ومنذ نهاية مارس/ آذار الماضي، ينظم آلاف الفلسطينيين مسيرات قرب السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948، ورفع الحصار عن قطاع غزة، واستشهد خلالها 253 مواطنا وأصيب الآلاف.

البث المباشر