قائد الطوفان قائد الطوفان

من سيربح المليون؟

الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة
الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة

الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة

هذا ليس عنوان برنامج المسابقات الشهير الذي يُقدم في عدة بلدان بلغات مختلفة، بل هو عرض لبرنامج جديد أطلقته كتائب القسام في إطار المعركة الأمنية العلنية والخفية بين المقاومة والاحتلال.

برنامج من سيربح المليون بنسخته الفلسطينية هو صفقة مقدمه من حماس للعملاء بموجبها ينال العميل عفوًا ومكافأة مالية قدرها مليون دولار مقابل المساهمة في تسليم عناصر من وحدات الاستخبارات الإسرائيلية، على غرار تلك الوحدة التي استطاعت الوصول إلى قلب قطاع غزة بهدف تنفيذ عمليات أمنية ضد المقاومة وأدى انكشافها إلى توجيه ضربة نوعية أطلق عليها "القسام" حد السيف"، قُتل خلالها الضابط المسئول عن وحدة "سيرت متكال"، والاستيلاء على معدات أتاحت للمقاومة الحصول على كنز من المعلومات -بحسب بيانات كتائب القسام.

لو كنتُ عميلا فإنَّ العرض الأخير يستحق الدراسة، خصوصا أنه يحقق أكثر من فائدة، بل ينقل حياتي من مستنقع الخوف والاحتقار الذاتي والضياع إلى مربع الأمان الشخصي والتأمين المالي بقية العمر، والتحول إلى عميل مزدوج استطاع أن يقدم خدمات كبيرة وجليلة لوطنه وللمقاومة.

لو كنتُ عميلا فأنا أمام فرصة لتوبة غير مجانية، خصوصا إذا كنت ضحية ضغوط أمنية أو مالية أو أخلاقية ساهمت في سقوطي، وآن الأون للتخلص من رعب السقوط في يد المقاومة أو الأجهزة الأمنية وتلويث سمعتي وأسرتي، وحتى لا تنتهي حياتي في زنزانة العار أو برصاص الانتقام.

برنامج من سيربح المليون الأمني لن يكون مسابقة سهلة للعملاء لأنهم أكثر من يدرك حجم احتياطات الاحتلال الأمنية للحفاظ على قواته، كما أن الشاباك لا يثق بعملائه على الإطلاق، ويستخدمهم في تنفيذ المهام القذرة أو العمليات اللوجستية وجمع المعلومات دون أن يطلعهم على تفاصيل عملياته السرية، والتحدي أمام العميل الفائز بالتوبة والمليون يستدعي تجاوز تعليمات مشغله بطريقة سرية وذكية.

عرض المليون سوف يزيد حذر الشاباك، وسيسعى لطمأنة عملائه، وقد يرفع مكافآت بعضهم، وسيهدد آخرين من مغبة التفكير للحظة بالتعاون مع المقاومة.

كمواطن أستحق أن أسأل القسام أيضا عن مكافأة تشجيعية إن ساهمت بكشف وحدة احتلالية تعمل في القطاع دون أن أكون عميلا.

على كل حال برنامج المليون القسامي أطلق معركة العقول مع الاحتلال ليرسخ معادلة المَثَل الشعبي: "من دقن عبيد افتِلُّه قيد".

البث المباشر