كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن طبيباً إسرائيلياً أرسلته حكومة الاحتلال لعلاج عباس في مايو / أيار من العام الماضي بعد إبلاغ السلطة للاحتلال بطبيعة الحالة الصحية لعباس في الوقت الذي لم تطلع الشارع الفلسطيني على معطياتها.
ما نشرته يديعوت لم تنفه أي مستويات حكومية أو سياسية من السلطة أو من حركة فتح، وهو ما يشير إلى صحة ما جاء في تقرير الصحيفة العبرية.
ويحمل هذا التقرير عدة دلالات واضحة من بينها:
أن العلاقة بين السلطة والاحتلال تتجاوز التعاون الأمني وأنها أوثق من ذلك بكثير.
من الواضح أن هناك حرصاً لدى الاحتلال على صحة رئيس السلطة أو على الأقل الاطلاع عن كثب على الوضع الصحي الدقيق له.
حرص السلطة على إخفاء طبيعة الحالة الصحية لرئيسها عن المواطن الفلسطيني يشير إلى عدم استقرار النظام وحالة عدم الثقة في الضفة الغربية.
ومن أهم الدلالات كذلك أن الحالة الصحية لعباس على ما يبدو جيدة وقد يعيش قرناً آخر من الزمان، وما سفرياته المتكررة إلا دليلاً واضحاً على ذلك، ومن المتوقع أيضاً أن يشارك في أي انتخابات قادمة لولاية رئاسية جديدة.
وإن بدت هذه الصياغة ساخرة بعض الشيء إلا أن ذلك للقول بأنه يبدو من المبكر رسم سياسات وخطط تفترض غياب عباس عن المشهد السياسي بسبب موت أو عارض صحي لكبر سنه، فلا يبدو أن حسين الشيخ أو عباس الأحمد سيكونان رئيسين عما قريب ولن يحدث فراغ سياسي في السلطة في الضفة لشغور منصب رئيسها في زمن منظور.
ومع ذلك فإن تبدل وتغير المعطيات أمر وارد، وليس العارض الصحي أو الموت هو المتغير الوحيد، لفرض وقائع جديدة في ميدان السياسة – طبعاً هذا القول لمن ينتظرون غياب عباس عن المشهد السياسي-، ويجب البحث عن بدائل أخرى غير انتظار أقدار الله.