تبدل الحال وتحولت مفردات الفلسطينيين من الصبر والصمود والتحدي إلى دموع وألم وجوع وانكسار، وعندما بكى الناس على الطفل حسن شلبي لم يكن لاستشهاده بقدر ما كان بكاؤهم لأنه مات ومعدته فارغة.
اعتقدنا أننا نملك القوة كلها لأن بعض أدواتها عندنا، ولكن حصاراً مالياً أرهق غزة وأتعبها.
لدى الناس هنا صبر وإرادة وهنا أيضاً قوة تحمل كبيرة، عاش الناس ثلاث مواجهات كبيرة مع الاحتلال، وفي مسيرات العودة يشاركون كل جمعة والأعداد لم تقل بالرغم من حجم التضحية الكبير التي يرى كثيرً من الناس أنها بحاجة إلى إعادة تقييم واستخدام تكتيكات جديدة لتقليل حجم التضحيات والدماء النازفة.
لكن السؤال الأبرز: أين هي قوتنا التي راكمناها طوال السنوات الماضية؟
هكذا يبدو أن للقوة عناصر متعددة فالسلاح لوحده لا يكفي فالمال والعنصر البشري والحاضنة الشعبية عناصر متلازمة مكونة للقوة وتتقدمها إدارة حكيمة للمعركة والحياة.
معادلة القوة تتضمن الآلة الإعلامية التي ساهمت طوال سنوات مضت في تعزيز حاضنة شعبية داعمة للمقاومة ومشروعها.
من المهم تقييم عناصر القوة باستمرار لأن تلك العناصر يجب أن تسير متوازية وإذا تراجع عنصر منها فإن هناك خللاً ما سيؤثر في قوة المنظومة كلها، ولا تكفي الإرادة المجردة وحدها لصناعة الحياة أو الانتصار في المعركة.