لا يزال القرار الأمريكي القاضي بوقف الدعم المالي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يلقي بظلاله للعام الثاني على التوالي، ما دفع إدارة "أونروا" لبدء التحضيرات لمؤتمر دولي لمواجهة الأزمة المالية.
ومن المتوقع أن تشهد الأونروا أزمة مالية مماثلة لتلك التي عانت منها العام الماضي، بما يهدد عملها في القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والإعانات الدائمة، وهي الخدمات التي تقدمها لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
واستطاعت الوكالة تجاوز الأزمة العام الماضي، من خلال دعم دولي وعربي كبيرين، برغم الضغوط الأمريكية لإفشال ذلك الدعم، فيما تنتظر الأونروا العام الحالي دعما مماثلا، بما يمكنها من استكمال نشاطاتها.
ويعتبر شهر ابريل المقبل آخر فرصة أمام المجتمع الدولي لسد العجز المالي لدى الأونروا، وإلا فإنها ستكون مضطرة لإحداث تقليصات في خدماتها المقدمة للاجئين، ما يزيد من معاناتهم القائمة في ظل الظروف السياسية التي يحياها الإقليم في السنوات الأخيرة.
وفي التفاصيل، قال المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة إن إدارة الأونروا بدأت التحضير لمؤتمر دولي للمانحين وأصدقاء المؤسسة الأممية، بهدف حشد الدعم المادي والمعنوي للوكالة لاستمرار عملها.
وأضاف أبو حسنة في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الميزانية اللازمة لعمل الأونروا لعام 2019 تبلغ 1.2 مليار دولار، بما يشمل ميزانية الطوارئ والميزانية المنتظمة، في كافة مناطق عمل الوكالة في غزة والضفة والأردن ولبنان وسوريا، وهذا المبلغ هو الحد الأدنى المطلوب للمحافظة على مستوى عمليات الأونروا كما كانت في عام 2018.
وأشار إلى أن فرنسا أبدت استعدادها لاستضافة المؤتمر خلال الأسابيع المقبلة، فيما من المتوقع أن يشهد اهتماما عالميا، بما يزيد من الدعم المالي للأونروا؛ لاستكمال عملها الإنساني لصالح اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد أن ميزانية الطوارئ باتت أكبر في السنوات الأخيرة، جراء سوء الأوضاع الإنسانية في أماكن عمل الأونروا، وفي قطاع غزة وسوريا على وجه التحديد، ما يتطلب المزيد من الجهد لتغطية العجز الحاصل في الميزانية.
وشدد على أن ما لا يقل عن 19 دولة عربية وأوروبية أبدت استعدادها لدعم الأونروا لاستكمال اعمالها في المناطق الخمسة خلال العام الجاري، ولأعوام أخرى أيضا، وبما يتجاوز القرار الأمريكي الذي صدر العام الماضي.
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بيير كرينبول قد قال إن 40 دولة رفعت مساهماتها المقدمة إلى الوكالة عقب القرار الأمريكي القاضي بقطع المساعدات، داعيا المجتمع الدولي والدول المانحة يدعو فيها إلى استمرار في دعم الوكالة بنفس المستوى المالي لعام 2018، لضمان استقرار واستمرار الخدمات في كافة مناطق عمل الوكالة.
وأضاف: "القرار الأمريكي السياسي كان التحدي الأكبر العام الماضي، لكننا لم نكتفِ بالبكاء على الأطلال، بل عملنا على حشد الأسرة الدولية، وأطلقنا حملة عالمية تحت عنوان: الكرامة لا تقدَّر بثمن".
وطالب الدول المانحة باستمرار التمويل في 2019، لمساعدة الوكالة على مواصلة مهمتها، متعهدا باستمرار الخدمات، والإبقاء على المراكز الخدمية مفتوحة، قائلاً: "سنبذل كل الجهود الممكنة من أجل ذلك".
وأعلنت الولايات المتحدة، في 31 أغسطس 2018، قطع تمويلها عن "الأونروا" التي يستفيد منها أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني في لبنان والأردن وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كان يبلغ الدعم الأمريكي 360 مليون دولار سنويا.