مع اقترابه من بلوغ "34 عاما"، وبرصيد 34 مباراة دولية فقط مع منتخب فرنسا، قرر لاعب الوسط لاسانا ديارا اعتزال كرة القدم، والتفرغ لأعماله الخاصة، بعد فسخ تعاقده مع باريس سان جيرمان.
ولم تكن تجربة ديارا ناجحة داخل جدران النادي الباريسي، إذ شارك في 13 مباراة فقط على مدار عام كامل، بعد انتقاله في صفقة انتقال حر، عقب مغامرة أخرى بنادي الجزيرة الإماراتي.
خليفة ماكيليلي
واجه ديارا صعوبات عديدة في بداية مسيرته بناشئي ناديي نانت ولومان، بعدما تم الاستغناء عنه لقصر قامته وضعف حالته الجسدية.
انتقل لاسانا إلى صفوف لوهافر، وأبدع معه على مدار موسمين بدوري الدرجة الثانية الفرنسي، ليضمخ تشيلسي الإنجليزي مقابل 4.5 مليون إسترليني في صيف 2005، لا سيما أن جوزيه مورينيو مدرب "البلوز" حينها اعتبره بمثابة خليفة لمواطنه كلود ماكيليلي، بعد تقدم الأخير في السن.
بقى اللاعب مع تشيلسي موسمين ثم انتقل إلى الجار اللندني أرسنال في تجربة فاشلة لم تستمر سوى 5 أشهر، لينضم بعدها إلى بورتسموث.
قفزة ملكية
ساهم اللاعب الفرنسي بقميص بورتسموث في تحقيق إنجاز تاريخي، بالفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي في 2008، وبعد عام واحد فقط، حقق ديارا القفزة الأكبر والأهم في مسيرته بالانتقال إلى ريال مدريد مقابل 20 مليون إسترليني في شتاء 2009.
قضى ديارا 3 مواسم ونصف بقميص "الملكي"، عمل معظمها تحت إشراف مورينيو الذي كان وراء ضمه إلى تشيلسي، وحققا سويا كل الألقاب المحلية في إسبانيا، ليكررا نفس النجاحات التي تحققت في إنجلترا.
طريق المال والإرهابي المزيف
وفي عز تثبيت أقدامه مع ريال مدريد، اختار اللاعب الفرنسي طريق المال، وجرى وراء الرواتب الباهظة بالدوري الروسي.
لعب "لاس" في روسيا مدة عامين بقميص ناديي آنجي ماخشكالا ثم لوكوموتيف موسكو الذي دخل معه في نزاع قانوني انتهى بإلزام اللاعب الفرنسي بسداد 10 ملايين يورو بعد فسخ التعاقد.
أثناء تجربته في روسيا، تورط لاسانا ديار أيضا في مشكلة أكبر بعيدا عن الملاعب، بعدما ارتبط اسمه بمقطع فيديو نشرته صحيفة "ميرور" الإنجليزية, تزعم فيه أن لاعب سابق بأرسنال وتشيلسي ترك كرة القدم، وتحول إلى "إرهابي" في صفوف "داعش".
ولكن ديارا نفى هذه المزاعم تماما، وسخر منها عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أصدر نادي لوكوموتيف موسكو بيانا ينكر تماما علاقة لاعبه بأي تنظيمات جهادية.
عام في الثلاجة
بعد انتهاء الرحلة الروسية، تخبطت مسيرة لاسانا ديارا مع كرة القدم، كونه بقى بعيدا عن الملاعب لعام كامل بسبب نزاعه القانوني مع نادي لوكوموتيف.
وأثّرت هذه الفترة على قوة وجاهزية ديارا، حيث لعب مع مارسيليا لمدة موسم ونصف، ثم قضى 8 أشهر بقميص الجزيرة الإماراتي.
وفي يناير 2018 هبطت هدية من السماء على لاعب الوسط الفرنسي بانتقاله إلى سان جيرمان، إلا أنه فشل في استعادة مستواه، واكتفى بدور الموظف الذي يشارك في تتويج الباريسي بالبطولات المحلية دون مساهمة حقيقية، بسبب الإصابات العديدة التي ضربته، قبل أن يقرر تعليق حذائه.