قائد الطوفان قائد الطوفان

على ضوء الانسحاب الأمريكي

اللاجئون الفلسطينيون في العراق .. معاناة منسية

الرسالة نت – أحمد الكومي

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 كانت أوروبا مغطاة بما لا يقل عن خمسين مليون لاجئ من كافة الأمم الأوربية, وبعد مرور ست سنوات لم يبق في أوروبا ولو لاجئ واحد لم تحل قضيته إما بالعودة إلى بيته أو بالتوطين في المكان الذي لجأ إليه.

لكن الأمر بات مختلفا بالنسبة للاجئ الفلسطيني في العراق والذي عاش لسنوات طويلة من المعاناة، كان من ضمنها مرحلة ما قبل الاحتلال الأمريكي، ليعاقب أكثر من مرة مع كل حكم جديد في العراق باعتباره الحلقة الأضعف.

المختصون في شئون اللاجئين أكدوا في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" على أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين باتت مهددة من قبل أطراف خارجية على رأسها جماعات الصحوة، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي من العراق.

لا جديد

الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن أن الولايات المتحدة ستنهي رسميا مهامها القتالية في العراق، مؤكدا أن "الحرب تضع أوزارها" بعد سبع سنوات على الغزو، وأن العراق قادر على "رسم مسار مستقبله".

وفي السياق يقول المختص في شئون اللاجئين حسام أحمد إن الانسحاب الأمريكي من العراق خلق حالة من التوتر شملت أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، لافتا إلى أن الانسحاب لا يعني عودة الأمن للعراق.

واعتبر أحمد، مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المنتشرة على الحدود العراقية السورية أكبر دليل على فشل منظومة الأمن التي يدعي الجيش الأمريكي صلابتها.

وأكد على وجود إحصائيات كبيرة يصعب تقديرها للاجئين الفلسطينيين، لافتا إلى أن العدد وصل إلى 30 ألف لاجئ فلسطيني قبل الانسحاب الأمريكي من العراق.

وأضاف:" الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين هربوا من العراق خوفا على أعراضهم في ظل ما يمر به العراق من أزمة خطيرة تهدد حياة الناس كافة".

فريسة سهلة

الحكومة العراقية الجديدة أكدت على التزامها بكافة القوانين التي كانت مطبقة على اللاجئين الفلسطينيين في السابق، باستثناء قضية الحصول على الجنسية، وقالت إنه ليس من الضرورة إعطاء صورة مأساوية وغير واقعية عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق..

وطالب المختص في شئون اللاجئين الحكومة العراقية الجديدة بضرورة الاجتهاد في توفير الأمن والأمان للاجئين وعدم جعلهم عرضة للصراعات الطائفية في البلاد.

وقال أحمد :" نتمنى أن يعيش اللاجئ الفلسطيني حالة الأمن التي كانت سائدة في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين والذي اغتالته قوات الاحتلال الأمريكي

اللاجئون الفلسطينيون قالوا في رسالة وجهوها للوفد الفلسطيني ولباقي الوفود في القمة العربية التي عقدت آنذاك في مدينة الرياض بالسعودية:" لو أرادت الحكومة العراقية أن تحمينا لكفت يد قواتها عنا فهي من تعطي الإيعازات لتنفيذ الجرائم ضدنا وهي من تشن الحملة الإعلامية ضدنا وكما تعلمون فقد تعهدوا مرارا في المؤتمرات واللقاءات السابقة وترجموها على أرض الواقع بجرائم اعنف من السابق".

وفي هذا الصدد يقول الدكتور حسام عدوان  المختص بشئون اللاجئين إن الجالية الفلسطينية في العراق أصبحت هدفا للانتقام بعد انهيار النظام العراقي الأسبق بزعامة الرئيس صدام حسين الذي أعدمته قوات الاحتلال الأمريكي، موضحا أن الحكومات العربية لا تبدي أي حالة من الاستعداد لتهيئة الأجواء الأمنية لحماية اللاجئين الفلسطينيين.

وتابع:" معظم الحكومات العربية بينها اتفاق عام يقضي بعدم استقبال الفلسطينيين مما يدل على تواطؤ العرب أنفسهم في قضية اللاجئين التي باتت تعيد للأذهان جوهر القضية الفلسطينية".

وأضاف:" لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية دون عودة اللاجئين الفلسطينيين كونها قضية محورية لنضال الشعب الفلسطيني، وستبقي قضية الصراع القائم".

اعتداء متواصل

وكان الدكتور عاطف عدوان وزير شئون اللاجئين طالب في رسالة وجهها للسيد آية الله علي خامنئي مرشد الثورة الإسلامية في إيران بوقف معاناة الفلسطينيين في العراق، مؤكدا أنهم يعيشون أصعب أيام حياتهم بفعل الاعتداءات المدبرة التي يتعرضون لها من قبل بعض الجماعات المشبوهة.

وناشد عدوان خامنئي بتوجيه نداء عاجل وإرسال مبعوثين عنه للجهات المختصة في العراق لوقف معاناة الفلسطينيين هناك وتجنيبهم كل الصراعات والخلافات القائمة، والعمل على معالجة أوضاع وظروفهم الخطيرة،مشددة على ضرورة التعامل مع هذه القضية بمسعى ديني وإنساني.

يشار إلى أن مجموع الفلسطينيين وصل إلى 4.7 مليون نسمة تقريبا ، منهم 3.4 مليون مسجّلون في سجلات وكالة إغاثة وتشغيل للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

والتركيز الأكبر للاجئي فلسطين في الأردن، يمثلون أكثر من 40% من المجموع، واللاجئون في الأقاليم الفلسطينية المحتلّة، يمثّلون 38% من المجموع، لبنان وسوريا كلّ يضيّف حول 10% من اللاجئين المسجّلين والبقيّة يعيشون في البلدان المجاورة بما في ذلك مصر، بينما آخرون هاجروا إلى أوروبا، الولايات المتحدة، كندا وأمريكا الجنوبية.

وتبقي قضية اللاجئين الفلسطينيين المشردين في كافة أصقاع الأرض محط أنظار العالم أجمع، في ظل ما يعيشه الشعب الفلسطيني من ويلات الحصار الظالم في غزة، والتضييق الخانق في الضفة الغربية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

البث المباشر