قائد الطوفان قائد الطوفان

شباك التنسيق الأمني تصطاد منفذي العمليات بالضفة

تجتهد الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة حركة فتح، لخدمة أجهزة أمن الاحتلال للوصول للمنفذين
تجتهد الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة حركة فتح، لخدمة أجهزة أمن الاحتلال للوصول للمنفذين

غزة-محمود فودة

مع كل نجاح (إسرائيلي) في الوصول إلى منفذي العمليات الفدائية في الضفة الغربية المحتلة، يعود للواجهة الحديث عن أفضال التنسيق الأمني بين سلطة حركة فتح والاحتلال، على إفشال العمليات والقبض على منفذيها.

وفور وقوع أي عملية فدائية، تجتهد الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة حركة فتح، لخدمة أجهزة أمن الاحتلال للوصول للمنفذين، بتوجيهات عليا من القيادة السياسية للسلطة، في إطار خدمات التنسيق الأمني التي تعود بالنفع على الاحتلال فقط.

وللسلطة باع طويل في الكشف عن العمليات الفدائية، قبل وقوعها، أو الوصول للمنفذين في حال وقوعها، وفي ذلك تأثير سلبي واضح على النشاط المقاوم في الضفة، برغم كل الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وغزة.

وفي أعقاب استشهاد الشاب عمر أبو ليلى منفذ عملية سلفيت التي أدت لمقتل جندي وحاخام إسرائيليين، وبعد مطاردة دامت ثلاثة أيام، تمكن الاحتلال من الوصول إليه في أعقاب اشتباك مسلح، أعادت وسائل الإعلام (الإسرائيلية) الحديث عن التنسيق الأمني.

وفي التفاصيل، ذكر المحلل العسكري الإسرائيلي آفي سخاروف أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أحبطت 60% من عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، فيما أسهمت السلطة الفلسطينية في إحباط 30%.

واستعرض سخاروف في مقال له نشره في موقع "وللا" العبري أعداد العمليات التي تم إحباطها في السنوات الأخيرة، مبينا أنه تم منذ بداية العام الجاري 2019 إحباط نحو 100 عملية.

ونبه إلى أنه على الرغم من جهود السلطة في إحباط العمليات والهجمات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لا تقدر ذلك، قائلا "هناك من يدعو إلى تفكيك السلطة الفلسطينية".

وذكر أنه تم خلال عام 2018 المنصرم إحباط 600 عملية، فيما جرى إحباط 400 عملية خلال عام 2017، و350 عملية خلال عام 2016.

ويظهر من الإحصائية التي نشرها سخاروف لعدد العمليات التي يقول الاحتلال إنه تم إحباطها منذ بداية العام وجود ارتفاع كبير في محاولات تنفيذ العمليات.

وبرغم الأرقام السابقة، إلا أن عددا من المقاومين تمكنوا من تنفيذ عملية نوعية ومؤلمة للاحتلال الإسرائيلي كعملية عمر أبو ليلى والأخوين صالح وعاصم البرغوثي، وعمر العبد منفذ عملية حلميش وعملية الشهيد أشرف نعالوة، والقائمة تطول.

ولفت سخاروف إلى أن تزايد دوافع الفصائل الفلسطينية والمقاومين لتنفيذ عمليات، مضيفا أن أحد هذه الأسباب الرئيسية هو رغبة حركة حماس إشعال الضفة الغربية، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل تتمثل في التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى، والتي كان آخرها ما يجري في مصلى باب الرحمة، بالإضافة إلى التوترات التي تجري كالأوضاع داخل السجون، إضافة إلى المظاهرات والمسيرات في قطاع غزة.

وكان لافتا في بيان جهاز الأمن العام "الإسرائيلي" في كيفية الوصول للمنفذ أبو ليلى بعد وصول ما وصفها بـــ"المعلومة الذهبية" لجهاز الشاباك قبل البدء بعملية الاقتحام بساعتين، وهنا قد تكون الإشارة إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي سعت للوصول للشهيد من خلال عناصرها المنتشرين في كافة البلدات الفلسطينية.

وفي التعقيب على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي محمود العجرمي إن الاحتلال الإسرائيلي بات يعتمد بشكل أساسي على التنسيق الأمني كأداة فاعلة في التضييق على العمل المقاوم في الضفة.

وأضاف العجرمي في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة استطاع تحقيق إنجازات كبيرة على صعيد ملاحقة المقاومة، والوصول إلى منفذي العمليات على مدار السنوات الماضية سواء قبل تنفيذ العملية أو بعدها، وهذا ما يؤكده الاحتلال دائما ولا تخجل منه قيادة السلطة بل تفتخر به.

وأشار إلى أن أهم رد على التنسيق الأمني يتمثل في السعي الحثيث من فصائل المقاومة لرفع وتيرة عملها في الضفة، من خلال تجاوز كل العراقيل التي وضعها الاحتلال والسلطة معا في مواجهة أي عمليات، ويمكن الرهان على المقاومة أنها تستطيع النجاح في ذلك.

 

البث المباشر