وكالات – الرسالة نت

غالبيّة الإسرائيليّين لا تولي أهميّة للتّوصّل إلى سلام مع الفلسطينيّين، وتتركّز في الاقتصاد الإسرائيلي المزدهر والاستمتاع بالحياة. كان هذا موضوع العنوان الرّئيسي في مجلّة "تايم" الأمريكيّة التي ستصدر الأسبوع القادم، حيث عنونت غلافها بـ"لماذا لا تكترث إسرائيل بالسّلام مع الفلسطينيّين".

وكتب ممثّل المجلة في "إسرائيل"، كيرن فيك، في مقالته المشار إليها أنّه "في الواقع فإن الإسرائيليّين ليسوا قلقين من هذه المسألة (السّلام مع الفلسطينيين)، فهم منشغلون بأمور أخرى: يربحون الأموال، ويتمتّعون بأشعّة شمس الصّيف.. العالم حولهم ربما لا يزال يرى في بلادهم محطّ صراع دمويّ مع العرب الذين عاشت عائلاتهم ذات مرة على أرض "إسرائيل"، ويتساءل إذا ما كان بالإمكان حلّ الصّراع بالمفاوضات، في حين أنّ الإسرائيليّين يقولون إنّ ذلك بات من ورائهم".

ويتساءل الكاتب عمّا إذا كان الإسرائيليّون لا يعلمون في قرارة أنفسهم بأنّ التّوصّل إلى سلام مع الفلسطينيّين هو الطّريق الوحيد لضمان الازدهار الاقتصاديّ والسّعادة في "إسرائيل". وفي إجابته على التساؤل يجيب بـ"لا". ويشير في هذا السّياق إلى استطلاع أجرى في آذار/مارس الماضي، طلب فيه من الإسرائيليّين الإشارة إلى القضايا العاجلة التي تواجه "إسرائيل".

وتبيّن من نتائج الاستطلاع أن 8% فقط من اليهود أشاروا إلى الصّراع مع الفلسطينيّين، واحتلّت هذه المسألة المكان الخامس بعد التعليم والجريمة والأمن القوميّ والفقر، على التوالي.

كما تبيّن من الاستطلاع أن العرب في الدّاخل (عرب 48) وضعوا التّوصّل إلى السّلام في المكان الأول. ويقول الكاتب في هذا السّياق إنّ القضّية التي وصفها الرّئيس الأمريكيّ أوباما بـ"المصيريّة للعالم أجمع" لا تبدو مصيريّة بالنّسبة للإسرائيليّين. وفي الوقت نفسه يشير إلى أن سوق العقارات مزدهر وكذلك الاقتصاد الإسرائيليّ بالرغّم من الأزمة الاقتصاديّة العالميّة.

واقتبست المقالة عن أحد الإسرائيليّين قوله "الإسرائيليّون غير مبالين.. لا يهمّهم نشوب الحرب.. ولا يهمّهم التّوصّل إلى سلام.. هم يعيشون اللّحظة".

وبينما تشير المقالة إلى ازدهار سوق العقارات والاقتصاد في "إسرائيل" في ظلّ أزمة عالميّة، تشير إلى ما وصفته بأنه لا يقلّ أهميّة، وهو "عدم تنفيذ عمليّة انتحاريّة في داخل الخطّ الأخضر في السّنتين والنّصف الأخيرة".

وفي حديثه مع شبكة "CNN" قال الكاتب إنّه "من الواضح أنّ الحياة جيّدة في "إسرائيل"، وعندما يكون الوضع الأمنيّ جيّدا، فالتّوصّل إلى تسوية ليس مستعجلا".