ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن البنتاغون أعد خطة عسكرية مطورة، لإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط إذا هاجمت إيران قوات أمريكية أو استأنفت إنتاج أسلحة نووية.
ونقلت الصحيفة اليوم الثلاثاء عن مسؤولين في البيت الأبيض لم تذكر أسماءهم، أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان قدم هذه الخطة في اجتماع لكبار مساعدي الرئيس دونالد ترامب الأمنيين الخميس الماضي.
وأضافت الصحيفة، أن هذه الخطة وضعت بطلب من مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي جون بولتون.
وحسب"نيويورك تايمز"، فإن هذا السيناريو لا يشمل التدخل البري في إيران، إذ يتطلب ذلك عددا كبيرا من القوات.
وذكرت نيويورك تايمز أن 6 من مسؤولي الأمن القومي الأمريكي صدموا بعد اطلاعهم على حجم القوة التي يخطط البنتاغون لإرسالها إلى الخليج، لأنه يوازي حجم القوات التي غزت العراق.
وقالت الصحيفة، إن نشر مثل هذه القوات الجوية والبرية والبحرية القوية من شأنه أن يعطي طهران المزيد من الأهداف للضرب، وربما أكثر من سبب للقيام بذلك، ما يهدد بتورط الولايات المتحدة في صراع طويل. كما أنه سيعكس سنوات من تقليص الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط الذي بدأ بسحب الرئيس باراك أوباما للقوات من العراق في عام 2011.
لكن نيويورك تايمز نقلت عن اثنين من مسؤولي الأمن القومي الأمريكي قولهما إن إعلان ترامب في ديسمبر الماضي عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، والوجود البحري المتناقص في المنطقة، ربما يكون قد شجع بعض القادة في طهران وأقنع فيلق الحرس الثوري بأنه ليس لدى الولايات المتحدة الشهية الكافية لمحاربة إيران.
وفي اجتماع لكبار مساعدي الرئيس ترامب لشؤون الأمن القومي يوم الخميس الماضي، قدم وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان خطة عسكرية محدثة تنص على إرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط في حال قيام إيران بمهاجمة القوات الأمريكية أوتسريع العمل في مجال الأسلحة النووية.
وقالت نيويورك تايمز إن هذه الخطط وضعت بناء على أوامر من المتشددين بقيادة جون بولتون، مستشار الأمن القومي للسيد ترامب. وإن هذا التطور يعكس تأثير السيد بولتون، أحد أكثر صقور الإدارة قسوة تجاه طهران، والذي تجاهل الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش جهوده الحثيثة لدفعه إلى المواجهة مع إيران قبل أكثر من عقد.
وأضافت: "من غير المؤكد ما إذا كان ترامب، الذي سعى إلى فصل الولايات المتحدة عن أفغانستان وسوريا، سيعيد في نهاية المطاف الكثير من القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط. كما أنه من غير الواضح ما إذا كان الرئيس قد أطلع على عدد القوات أو غيرها من التفاصيل في الخطط، لأنه عندما سئل يوم الاثنين، عما إذا كان يسعى لتغيير النظام في إيران؟ قال ترامب: "سنرى ما سيحدث مع إيران. إذا فعلوا أي شيء، فسيكون ذلك خطأً سيئًا للغاية".
وأكدت الصحيفة أن هناك انقسامات حادة في الإدارة الأمريكية حول كيفية الرد على إيران في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن سياسة إيران النووية ونواياها في الشرق الأوسط.
وقال بعض المسؤولين الأمريكيين البارزين إن الخطط، حتى وهي في مرحلة أولية للغاية، تُظهر مدى خطورة التهديد الإيراني. وقال آخرون، ممن يحثون على حل دبلوماسي للتوترات الحالية، إن الأمر بمثابة تكتيك يهدف لإثارة مخاوف إيران وتحذيرها من اعتداءات جديدة.
وقال الحلفاء الأوروبيون الذين التقوا بوزير الخارجية مايك بومبيو يوم الاثنين إنهم قلقون من أن التوترات بين واشنطن وطهران قد تتفاقم، وربما عن غير قصد.
واعتبرت الصحيفة أن استهداف ناقلات النفط وتخريبها قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أثار المخاوف في واشنطن من أن خطوط الشحن في الخليج يمكن أن تصبح نقطة ضعف. فقد قال ترامب يوم الاثنين عندما سئل عن هذه الحلقة: "ستكون مشكلة سيئة لإيران إذا حدث شيء ما" من هذا القبيل.
ويشتبه المسؤولون الأمريكيون في تورط إيران. غير أن العديد من المسؤولين حذروا من أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل قاطع يربط إيران أو وكلاءها بالهجمات المبلغ عنها. ووصفه متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الحادث بأنه "مؤسف".
وفي بروكسل، التقى وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو بوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا الشركاء في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وكذلك مع رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني. ولم يتحدث بعد اللقاء إلى وسائل الإعلام، لكن المسؤولين الأوروبيين قالوا إنهم حثوا واشنطن على ضبط النفس، خوفا من التصعيد العرضي الذي قد يؤدي إلى اشتعال الصراع مع إيران وانفلاته.