يجب الاهتمام بالتغذية في مرحلة المراهقة، من حيث النوعية والكمية، لتجنب حصول خلل في عملية النمو، فكيف يتم ذلك في شهر رمضان؟
تتطلب المراهقة اعتماد نظام غذائي متكامل، يؤمّن ما تحتاجه المرحلة العمرية، بهدف إمداد الجسم بالكميات اللازمة للنمو خاصة، كما أن هذه المرحلة العمرية يصاحبها نشاط جسماني زائد وتتطلب كمية مضاعفة من الطاقة.
صيام المراهق لنمو صحي سليم
التقت "الجزيرة نت" اختصاصية التغذية نيفين علام في بيروت لتقدم بعض النصائح الصحية اللازمة في هذا الإطار.
وترى نيفين أن قرار صيام المراهق يعود إلى سنه وحالته الصحية والنفسية، إذ يجب تدريب الطفل على الصيام بشكل تدريجي، والتخفيف من كمية الأكل المتناولة خلال النهار.
ولأن الطريقة المثلى لتناول الصائم لطعام الإفطار تكون عبر التدرّج بتقديم الأطباق له، إذ يتم البدء بالتمور، والحساء أولا. والأمر ينطبق على المراهق الصائم، حيث يجب عدم تركه يتناول الوجبة دفعة واحدة حتى لا يصاب باضطرابات معوية.
أغذية يجب توفيرها للمراهق الصائم
وعن الأطعمة الغذائية التي يجب توفرها للمراهق الصائم خلال شهر رمضان، تشير نيفين إلى أنه من الضروري أن تحتوي على المعادن وفيتامينات "أ" و"ب6"، ومغنيسيوم وكالسيوم وبوتاسيوم وحمض الفوليك، إذ يحتاج كونه في طور النمو لكميات كبيرة من الوحدات الحرارية والفيتامينات والمعادن.
ويجب التأكد أنه يحصل على الكميات الضرورية من السوائل ليلا، تفاديا للجفاف والإمساك والإصابة بالالتهابات البولية خصوصا عند الفتيات.
شرب الماء بكثرة وتجنب العصائر الصناعية
كما يجب الاهتمام كثيرا بشرب الماء بكثرة، لأن الماء سر الحياة، فمن الضروري خلال الفترة الواقعة بين الإفطار والسحور أن يشرب الطفل كثيرا من الماء.
ويجب عدم تناول العصائر الصناعية التقليدية الخاصة بشهر رمضان مثل عصائر الجلاب وقمر الدين والسوس والليمون، لأنها تحتوي على كمية كبيرة من السكر، في الوقت الذي لا يحتاج فيه المراهق للسكر بل للماء.
عصير الفواكه الطازجة
ويمكن الاستعاضة عن العصائر الصناعية بعصير الفواكه الطازجة مثل: البرتقال وعصير البندورة والجزر، كونها تحتوي على كثير من الفيتامينات والمعادن ونسبة قليلة من السكر، شريطة أن تحضّرها الأم قبل خمس دقائق من موعد الإفطار.
فإذا قامت الأم بتحضير العصير صباحا، فإنه يفقد كل مكوّناته الغذائية ويتحول خلال النهار إلى ماء وسكر مثله مثل العصائر الأخرى.
كما يجب تجنب شرب الشاي لأنه يتضمن الكافيين ويسبب الأرق مما ينعكس سلبا على المراهق، فيشعر بالتعب خلال النهار
.شرب اللبن وتجنب الشاي
كما يمكن أن نقدّم للمراهق كوبا من اللبن من دون إضافة ماء لأنه بحاجة للكالسيوم والبروتين الموجود فيه، فعندما نضيف ماء أو نقدم له لبن عيران (لبنا مخففا بالماء)، فإننا نقلل من كمية الكالسيوم التي يحتاجها.
هل يقلل الماء شهية المراهق؟
تقول الاختصاصية نيفين: هنالك من يأكل أكثر من غيره وإن شرب كثيرا من الماء. فالماء لا يفقد الشهية خصوصا إذا كان المراهق صائما، ولا يمكن القول للمراهق لا تشرب الماء لأنه أهم ما يمنع الجفاف.
وتضيف لنفترض أنه شرب كثيرا من الماء أثناء الإفطار وفقد شهيته، لكنه بعد فترة سيشعر بالجوع ويأكل، لذا لا يجوز منعه من شرب الماء. وبالنتيجة لن يظل جائعا.
لا تمارين قاسية خلال ساعات الصيام
يجب ألا تدع المراهق يقوم بالتمارين القاسية خلال ساعات الصيام، إنما بممارسة رياضة المشي لمدة ثلاثين دقيقة قبل المغرب أو بعد ساعة من الإفطار.
السحور ينظم تركيز المراهق خلال النهار
وتنصح الاختصاصية نيفين بالمواظبة على تناول السحور، كونها الوجبة الرئيسة المهمة للمراهقين، كما أن لها دورا كبيرا عبر تنظيم نشاط المراهق ومساعدته في التركيز خلال اليوم.
ومن المهم احتواء "السحور" على البروتين مثل الأجبان قليلة الدسم، أو بيضة مسلوقة مع الخبز المصنوع من طحين القمح الكامل، والقليل من الدهون الصحية مثل زيت الزيتون أو حبات الزيتون أو الأفوكادو أو الطحينة، والكثير من الخضراوات.
أما المراهقون الذين هم غير معتادين على تناول وجبة السحور، فيمكنهم تناول الحليب مع الشوفان أو حبوب الصباح مع صنف من الفواكه.
المصدر : الجزيرة