لوحة كبيرة قرب رمزون السرايا، كتب عليها "#خليك_صاحي"، وبجانبها عنكبوت ابيض، دفعت الكثير من المارين للتساؤل حول الهدف منها، حتى تبين أنها حملة توعوية تهتم بالتحصين المجتمعي من المخاطر الأمنية خشية الوقوع في فخ العمالة.
وعبر الفيسبوك دشنت صفحة "حملة التحصين المجتمعي"، لتقديم المزيد من النصائح التوعوية للجمهور، ومنها المعلومة التي يعتبرها البعض "تافهة" تقوم مخابرات العدو بربطها بمعلومات أخرى حتى تصنع هدفا أو بنك أهداف.
وتوعي صفحة الحملة المتابعين، لاسيما الغزيين بأن العدو الإسرائيلي يطرح عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تفاعلية موجهة للمواطنين في قطاع غزة، ومن ثم يطلب منهم التفاعل مع هذه المنشورات بالصور أو المراسلات أو تقديم طلبات للمساعدة، وبذلك يسعى العدو لاستدراج المواطن الغزي إلى الوقوع في وحل التخابر.
وتحذر حملة "خليك صاحي" من التعامل مع كافة الحسابات المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي، عدا عن أن كثرة نشر الصور الخاصة والمعلومات الشخصية يشكّل سبباً لوقوع الشخص ضحية للابتزاز. يقول محمد أبو هربيد المتحدث باسم الحملة:" التفاعل مع صفحات الاحتلال في مواقع التواصل الاجتماعي يخدم الرواية الصهيونية في الانتشار"، مشيرا إلى أن الحملة تهدف إلى التعرف على أساليب الاحتلال في عمليات السقوط الأمني، وتخريب العقول والتأثير على المواطنين من خلال بث الشائعات.
ووفق أبو هربيد، فإن هناك مؤسسات رسمية وأجهزة أمنية ونشطاء يشاركون في الحملة لتوعية أكبر قدر من الجمهور، فهي ستستمر مدة ثلاثة شهور أو أكثر، مبينا أن الحملة زاحفة وشاملة وستركز في الوقت الراهن على مواقع التواصل الاجتماعي وصولا إلى وسائل الاعلام لاسيما الإذاعات. وفيما يتعلق في علاج مشكلة الابتزاز الالكتروني التي يقع فيها العشرات من الشباب، لفت إلى أن العلاج يبدأ من زرع الثقة بين أفراد العائلة، حيث أن الثقة تؤدي للمصارحة بين الأفراد ورب الأسرة، الأمر الذي يسهم في إيجاد الحلول المناسبة، داعية إلى أن من يتعرض للابتزاز بإبلاغ جهات الاختصاص للمساعدة.
بدوره يقول الخبير الأمني رامي أبو زبيدة:" المواطن والمجتمع هم الظهير الحقيقي للمقاومة والاجهزة الامنية في حفظ الجبهة الداخلية وحماية بيئة المقاومة من اي اختراق، ففي الامن لا يوجد خيار ثالث فإما ابيض او أسود لأنه يخص كل المجتمع، فلا يوجد متعاون وغير متعاون ومحايد بل اما متعاون او ضد امن البلد، والمحايد هو ايضا ضد امن البلد".
وذكر أبو زبيدة في مقال نشر على موقع المجد الأمني أن ما يعنى بالوعي الوطني والشعور الوطني يتطلب لتحفيزه بالدرجة الأساس عاملين أساسيين هما أن يعي أفراد المجتمع أهمية أمن مجتمعهم وبيئة المقاومة وانهم هدف دائم للعدو، بالإضافة إلى أن يؤمن المواطن ان الاجهزة الامنية ليست مهمتها قمعه وقمع حرياته وانتهاك حقوقه، فلو عرف ذلك لن يتعاون معها بل قد يتعاطف مع اعدائها ويتمنى ان يراها عاجزة.