قائد الطوفان قائد الطوفان

تفاقم أزمة نقص الأدوية بغزة وصحة رام الله غائبة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة- محمود فودة

لا تزال أزمة نقص الأدوية في مستودعات وزارة الصحة بغزة تلقي بظلالها على الواقع الصحي، فيما تواصل وزارة الصحة برام الله تجاهلها للأزمة، ما ينذر بتفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة، وإدخال مئات المرضى في دائرة الخطر.

ومجددا حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الأربعاء، من خطر ما يُمكن أن يتعرض له المرضى في مستشفيات القطاع جراء النقص الدوائي، قائلةً في بيان صحفي إن مرضى غزة يعيشون مرحلة غير مسبوقة من النقص الدوائي مع استمرار الحصار الاسرائيلي للعام الثاني عشر على التوالي.

وبينت أن هناك نفادًا في 52% من الأدوية التخصصية والمستهلكات الطبية، مطالبةً في الوقت ذاته الجهات المعنية كافة التدخل العاجل لتوفير الاحتياجات الدوائية.

ويشار إلى انه منذ بداية العام، لم ترسل وزارة الصحة في رام الله الأدوية والعلاجات اللازمة لمشافي القطاع، بحسب مصادر طبية، فيما قلصت الوزارة في رام الله في الآونة الأخيرة التحويلات الطبية الموجهة للمستشفيات الإسرائيلية بسبب اقتطاع "إسرائيل" لأموال المقاصة التي تجبيها للسلطة.

وأعربت منظمات صحية وحقوقية عن تخوفها من هذا الإجراء ما يزيد من معاناة المرضي الفلسطينيين في ظل واقع صحي يصفونه بـ "السيء" بالمستشفيات.

وفي التعقيب على ذلك، حذّر منير البرش مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة الفلسطينية، من استمرار النقص الحاد في الأدوية داخل مستشفيات قطاع غزة، في ظل استمرار تجاهل حكومة رام الله للمناشدات، وقلة المساعدات الطبية القادمة لغزة.

وأضاف البرش في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار وما ينتج عنها من إصابات أوجدت حالة من الإشغال في كافة المستشفيات الحكومية والخاصة بنسبة بلغت 100%، وباتت كافة المستشفيات بحاجة إلى دعم طارئ بكافة أنواع الأدوية والمستلزمات الطبية.

وبيّن البرش أن مخزون الوزارة من مميعات الدم كالهيبارين، والكليكسان والمحاليل الوريدية والمضادات الحيوية الضرورية في عمليات اسعاف الجرحى والمرضى، أوشك على النفاد، بالإضافة إلى قائمة من أصناف دوائية أخرى تخص مرضى السرطان والفشل الكلوي.

واكد البرش أن استجابة وزارة الصحة برام الله لمناشدات وزارة الصحة بغزة ما زالت بطيئة جداً وما تقدمت به من أدوية وعلاجات خلال الأسابيع الماضية لا يرتقي لحالة الطوارئ التي تعيشها مستشفيات قطاع غزة.

ولفت البرش أن من بين الفئات المتضررة بشدة جراء أزمة الأدوية، مرضى الكلى، حيث تعرض الأزمة حياة 39 طفلاً يقومون بإجراء الغسيل الكلوي لخطر الموت جراء مخاطر نفاد نواقل الدم، وهي أحد المستهلكات الأساسية اللازمة مع كل عملية غسيل دموي لمرضى الكلى.

كما أشار البرش إلى النقص الحاد في هرمون (ارثروبيوتين) اللازم لعلاج فقر الدم لمرضى الكلى المزمنين، مبيناً إلى أن فقدان الهرمون سيجبر 1150 مريضاً بالفشل الكلوي وزراعة  الكلى لعملية نقل دم مستمرة.

ونوه البرش إلى خطورة الأزمة الدوائية على الأطفال المتلقين للحليب العلاجي، بأصنافه المتعددة، حيث يتلقى أكثر من 1000 طفل في قطاع غزة لهذه الأنواع من الحليب وأن نفاد الحليب بالنسبة لهؤلاء الأطفال يعني حدوث اعاقات دائمة لهؤلاء الأطفال.

وعلى صعيد مرضى السرطان، حذر البرش من نفاد 35 صنفاً من أدوية السرطان بما يمثل 62 % من البرتوكولات العلاجية لنحو 8000 مريض منها علاجات سرطان الثدي والقولون والغدد الليمفاوية وسرطان  الدم لدى الاطفال.

وأشار البرش إلى اضرار نفاد عوامل تجلط الدم على مرضى الهيموفيليا، حيث سيؤدي نفاد كل من (factor 8 وfactor 9) إلى حدوث مضاعفات شديدة على أكثر من 125 مريضاً في قطاع غزة، نصفهم من الأطفال.

 

ونوه البرش إلى آثار الأزمة الدوائية على مرضى التلاسيميا، حيث غياب أدوية علاج زيادة ترسيب الحديد في الدم للمرضى، إلى جانب نفاد ادوية الاطفال ومنها محلول الجفاف والمضادات الحيوية والمسكنات.

كما نوه البرش إلى خطورة الأزمة الدوائية على صحة الأم والطفل، حيث شملت الأزمة نفاد الفيتامينات والمكملات الغذائية للسيدات الحوامل، إلى جانب نفاد الأدوية الخاصة بالأطفال على صعيد محاليل الجفاف والمضادات الحيوية والمسكنات.

كما تشمل الأزمة وفقاً للبرش نفاد 68% من أدوية الامراض المزمنة وخصوصاً أمراض السكري والضغط، ما يضاعف من معاناة المرضى كبار السن ويجعلهم عرضة للمضاعفات الخطيرة.

وأشار البرش إلى ان المنظومة الدوائية في قطاع غزة تخضع لمتابعة واطلاًع مستمر من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وذلك من باب الشفافية في التدقيق على الدواء، موضحا بأن وزارته تتبع سياسة الأبواب المفتوحة أمام الجميع للاطلًاع على الأوضاع الدوائية الصعبة التي تعانيها المرافق الصحية.

وكان أطباء وممرضون ممن شاركوا بالوفد الطبي القادم الى قطاع غزة من الضفة الغربية المحتلة قبل أسابيع وصفوا الوضع في مشافي القطاع بغير المحتمل، مشيرين إلى وجود انعدام في قطاع كبير من الأدوية والمستهلكات الطبية الأساسية اللازمة في انقاذ الجرحى والمصابين الذين استهدفتهم قوات الاحتلال خلال مشاركتهم في مسيرات العودة السلمية.

ويشار إلى أن السلطة الفلسطينية قطعت رواتب عدد كبير من الكوادر الصحية بغزة، وقالت الوزارة بغزة إن ذلك يعد "إمعانًا في تسديد المزيد من الضربات القاصمة لعصب المنظومة الصحية"، داعية للضغط من أجل التراجع عن ذلك.

البث المباشر