بثت قناة "الجزيرة" القطرية في برنامج "ما خفي أعظم"، مساء الأحد، تسجيلات قالت إنها سرية، توثق تواصل الأمن البحريني مع تنظيم القاعدة للتنسيق بشأن استهداف المعارضة البحرينية.
وكشفت التسجيلات التي حصلت عليها "الجزيرة"، عن علاقة سريّة بين المخابرات البحرينية وقيادات في تنظيم القاعدة لاستهداف رموز في المعارضة البحرينية، وتنفيذ أجندة سياسية داخليا وخارجيا، وفق البرنامج.
وعرض البرنامج تحت عنوان "اللاعبون في النار"، تسجيلات تفيد بأن المخابرات البحرينية جندت قياديا في القاعدة لقيادة خلية لاغتيال معارضين بحرينيين.
وأوضح أن ثلاثة مسؤولين في جهاز الأمن الوطني تورطوا في المخطط بتكليف مباشر من ملك البحرين، مضيفا أن "قائمة الاغتيال ضمت قياديين سياسيين في المعارضة البحرينية على رأسهم عبد الوهاب حسين".
وعرض البرنامج أيضا، معلومات تفيد بأن ملك البحرين تدخل شخصيا لدى الرياض للإفراج عن محمد صالح قائد خلية الاغتيال.
ونقل عن ضابط مخابرات أمريكي سابق يدعى جون كارياكو، شهادته، حيث قال إن "الحكومة البحرينية استسهلت مطالب الجماهير وراهنت على ضرب الشارع السني بالشارع الشيعي، لكنها فشلت في ذلك".
وأضاف: "وجدنا في مذكرات المدعو "أبوزبيده" أسماء ثلاث شخصيات من الأسرة الحاكمة في السعودية، وعندما اتصلت بالمسؤولين في الرياض اختفى أصحاب هذه الأسماء ووجدوا مقتولين في الصحراء".
ونقل البرنامج أيضا عن صلاح البندر المستشار الأمني في الديوان الملكي البحريني قوله: "استطعت تسريب تقرير " البندر" لأنني أملك الجنسية البريطانية، وأهم الملفات، كان المخطط الهيكلي لعزل الشيعة عن السنة والتمويل كان من الديوان الملكي نفسه".
وأفاد البرنامج بأن "البحريني هشام البلوشي أرسلته البحرين إلى إيران للتجسس والتنسيق مع تنظيم جند الله المعارض للنظام هناك، وتصوير الموانئ العسكرية الايرانية، وقال: ساومني الأمن البحريني للتعاون معهم مقابل الإفراج عن أخي جمال المسجون في المملكة".
وأضاف أن "هشام البلوشي الجاسوس البحريني قال: هربت من إيران إلى باكستان بعد انكشاف أمري وطلبت من سفارتنا مساعدتي للعودة، ولكنهم رفضوا ذلك وبقيت في باكستان مطاردا لمدة عامين".
وقال البلوشي: "فور عودتي إلى البحرين سألوني كم قتلت من الإيرانيين ثم سألوني عن احتياجات تنظيم جند الله، وقلت لهم يطلبون التمويل للاستمرار في عملياتهم ضد النظام".
ونقل البرنامج أيضا عن جون كارياكو قوله: "ما فعلته السلطات البحرينية من تجنيد أعضاء في جماعات متطرفة هو قصر نظر يضرها ويضرب المنطقة على المدى البعيد، ولذلك رفضنا السكوت عنها".
ونقل أيضا عن ضابط الأمن البحريني محمد البوفلاسة قوله: "أين المارد السني الذي تم نفخه في مواجهة الشيعة، حكومة البحرين مسحت الشيعة والسنة من المشهد السياسي هناك".
أما المعارض البحريني سعيد الشهابي فقال: "السلطة البحرينية أشعلت الطائفية من أجل الحفاظ على الحكم وتمزيق النسيج الوطني وضرب أبناء الشعب بعضهم ببعض".
وقال المعارض البحريني جواد فيروز: "ما دفعنا للغضب الشديد في المعارضة هو مطالبة ملك البحرين بالتصويت على الدستور ثم قيامه شخصيا بإلغاء هذا الدستور".
وسبق أن هاجم مجلسا الشورى والنواب البحرينيان، دولة قطر، بسبب برنامج "ما خفي أعظم".
وأشار المجلسان في بيان لهما، ما أسموه "برفضهما التام لاستمرار النظام القطري، وتعمده إثارة الفتن والتأجيج والتدخل السافر المعتاد منه في الشؤون الداخلية للبحرين، وشق الصف الواحد وشرخ العلاقات الخليجية".
وأتى بيان المجلسين على الرغم من أن البرنامج لم يكن قد عرض في حينها، ولا يعرف بعد منه إلا ما بث من برومو دعائي له.