قالت وزارة الصحة ، إن المؤشرات والمعطيات الخطيرة حول الواقع الدوائي والأزمة الخانقة التي يعيشها مرضى قطاع غزة شأنها أن تضع مجمل الخدمات الصحية أمام تحديات صعبة في ظل غياب التدخلات الجادة من الجهات المعنية.
وقال مدير عام الصيدلة بالوزارة منير البرش خلال مؤتمر صحفي بمجمع الشفاء الطبي، اليوم الثلاثاء، إن أكثر من نصف المخزون الدوائي في قطاع غزة غير متوفر في هذه اللحظات.
وأشار البرش، إلى نقص 25% من المستهلكات الطبية و60% من لوازم المختبرات وبنوك الدم، مبينا أن هذه المعدلات خطيرة جدا وغير مسبوقة وتشير إلى أن مجمل الخدمات الصحية باتت في عين العاصفة، وأن أصنافا أخرى من الأدوية مهددة بالنفاد مع غياب أي حلول جادة تلوح في الأفق.
وذكر أن العجز في خدمات مرضى الكلى بلغ أكثر من 55% مما يجعل هؤلاء المرضى أمام خيار صعب لنقل الدم المستمر، فيما يعاني مرضى السرطان وأمراض الدم من الشلل من إتمام بروتوكولاتهم العلاجية جراء نفاد أكثر من 62% من الأدوية الخاصة بهم.
وأوضح البرش، أن أكثر من 150 مريض بالهيموليفيا نصفهم من الأطفال يعانون من عجز شديد في عوامل التجلط مما يعرضهم لإصابات مزمنة في المفاصل، كما يعاني أكثر من 250 مريض من الثلاسيميا من نقص العلاج والذي يؤدي إلى زيادة نسبة ترسيب الحديد في الدم.
ولفت إلى أن نسبة العجز في أدوية الرعاية الأولية وصلت إلى أكثر من 69% مما يهدد مجمل خدماتها من مرضى الضغط والسكري والربو وسيولة الدم، بالإضافة إلى معاناة مرضى الأطفال والأمهات من نقص شديد في المضادات الحيوية والمسكنات.
وأفاد البرش، بأن خدمة صحة الأم والطفل من أكثر الخدمات تأثرا من العجز الدوائي حيث وصلت نسبة العجز أكثر من 69%، مشيرا إلى أن خدمة القسطرة القلبية وجراحة القلب المفتوح تعاني من نقص بنسبة 53% مما يزيد عدد الحالات المحولة للعلاج بالخارج وتهديد حياة المرضى للخطر جراء ممارسات الاحتلال العنصرية.
وبين أن إجمالي قيمة الواردات الدوائية للمستشفيات والمراكز الصحية من الجهات المختلفة خلال النصف الأول من العام الجاري بلغت 12 مليون دولار بينها مليون و200 ألف دولار حجم الوارد من مستودعات الوزارة بالضفة بنسبة 3% من حصةغزة التي تبلغ 40%.
وحمّل البرش الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى ومنع دخول الأدوية وما يترتب على ذلك من تدهور في المؤشرات الصحية جراء استمرار حصاره غير القانوني والإنساني، ومنع وإعاقة أكثر من 40% من المرضى من الوصول إلى المستشفيات داخل الخط الأخضر.
وأهاب بكافة التجمعات والمؤسسات الإغاثية إلى سرعة التداعي لحشد الدعم اللازم لتوفير الأدوية والمستهلكات الطبية للمرضى، مجددًا مطالبة وزارته للمجتمع الدولي لإنهاء الحصار والعمل الجاد والفوري لحماية الحقوق العلاجية لمرضى القطاع