في أعقاب ثورات الربيع العربي عام 2011م.قد هاجر الآلاف من الشباب من الوطن العربي نحو أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط تاركين أوطاناً مزقتها الحروب والصراعات ونتج عنها - سقوط نظام بن علي -سقوط نظام مبارك-سقوط نظام القذافي -حرب أهلية في سوريا -سقوط نظام صالح.
إن الأسباب التى دفعت الشباب للهجرة البحث عن فرص عمل غير موجودة في بلادهم، وكذلك فساد وبطالة وفقر وعدم المشاركة في بناء أوطانهم وغياب الحريات وغياب العدالة الاجتماعية، حيث بلغ عدد المهاجرين في العالم عام 2018م 258مليون مهاجر، وكان يجب على المسؤولين في بلادهم إجراء إصلاحات حقيقيه والعمل على الاستفادة من هذا الكنز الهام والاستراتيجي والحفاظ عليهم بدلا من تركهم يركبون أمواج البحر مهاجرين نحو المجهول.
من أهم الاثار السلبية الضارة في عالمنا فقدان الكثير من خيرة ابنائه "استنزاف العقول" بسبب أنه وفي أغلب الأحيان تكون العناصر المهاجرة من الدول الفقيرة هي تلك التي تمتلك مؤهلات وقدرات ومهارات كبيرة ولا تستطيع أن توظفها بشكل جيد، أو تتحصل منها على عوائد ومكاسب مادية مرضية في بلدها، تاركة خسائر كبرى يتكبدها معظم المهاجرين خلال رحلة الهجرة،
الخسارة الأولى: تكسير الروابط الاجتماعية والأسرية التي كانت موجودة في البلد الأصلي للمهاجر، فصعوبة عملية الهجرة أجبرت من يقومون بها على التصرف بشكل فردي، وعدم اصطحاب أسرهم معهم، وفي الكثير من الأحيان يتم العمل على تأسيس أسرة جديدة بعد الوصول إلى البلد المضيف، ويتم ذلك عن طريق الارتباط بزوجة من هذا البلد لدواعي الحصول على تصاريح الإقامة، أو للاستفادة من الدخل المرتفع للشريك.
الخسارة الثانية: خسارة الكثير من الأموال لتسهيل السفر من البلد الأصلي إلى البلد المضيف، حيث أن معظم البلاد المصدرة للمهاجرين، يسودها مناخ مشبع بالفساد المالي، ويتأثر به المهاجر عندما يجبر على دفع الكثير من الإكراميات والرشى لتسهيل سفره وحصوله على الأوراق المطلوبة.
الخسارة الثالثة: فهي خسارة الحياة نفسها، لأنه في الكثير من الأحيان يقوم الراغبون بالهجرة باللجوء إلى الطرق غير قانونية وغير شرعية لإتمام هجرتهم، وهو ما يُعرّض حياتهم للخطر خصوصاً لو تمت عملية الهجرة عبر البحر.
بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن قطاعاً كبيراً من المهاجرين يجد نفسه خاسراً عندما يواجه الظروف الصعبة التي تنتظره في سوق العمل في الدولة المضيفة، وهنا اطرح بعض الحلول للحدّ من الهجرة وهي كالآتي:
تشجيع الشباب على المشاركة في الأمور السياسيّة دون خوف أو تهديد.
توفير فرص عمل للشباب العاملين والخرّيجين.
تحفيز الشباب على التعلق بوطنهم الأم وعدم التخلّي والتفريط به مهما حصل.
القضاء على المحسوبية والواسطة.
فتح أماكن لاستثمار كافّة مؤهلات الشباب مثال: الجمعيات والمؤسسات والنوادي الثقافية.
الاهتمام بمؤهلات الشباب عن طريق توفير الامتيازات الهامة مثال: التأمين الصحّي، والمسكن، ووسائل المواصلات. تحقيق مبدأ المساواة والعدل.
ان الامة العربية والاسلامية فقدت وما تزال تفقد العقول والمهارات والشباب التى تهاجر حتى يومنا هذا ، وبدون تردد يجب على الأمة التى لها تاريخ مجيد وعريق الحفاظ على أبناءها وعدم تركهم أمام الطوفان ، الشباب عماد الأمة ومستقبلها وغدها المشرق بإذن الله.
لكن ومن باب الانصاف، ورغم ما قد يكون للهجرة من مخاطر ، فلا يمكن اغفال نماذج هاجرت ونجحت.