الرسالة نت - رائد أبو جراد
اعتاد العالم أن يرى الضحية هي من تشتكي من ظلم القاتل، ولكن الأمر بات مغايراً كثيراً هذه الأيام عند الصهاينة، فهم ليل نهار يعتدون على سكان قطاع غزة ويرتكبون بحقهم مجازر بشعة تحصد الأطفال إلى جانب النساء والشيوخ إضافة الى تهويدهم للمقدسات الإسلامية وفي الوقت ذاته يذهبون لمجلس الأمن في الأمم المتحدة ليشتكوا المقاومة الفلسطينية.
محللون اعتبروا في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت"أن هذه الشكوى باطلة، وأن المزاعم الصهيونية تلك تحتاج لإثبات حقيقي، محذرين من إمكانية استغلاله لهذه الشكاوى في شن عدوان جديد على قطاع غزة.
وكان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة "مير رؤفين"قدم مساء الخميس للأمين العام للأمم المتحدة شكوى رسمية يدعي فيها بأن فصائل المقاومة الفلسطينية استخدموا قذائف فسفورية ضد الاحتلال.
عدوان جديد
وفي هذا الصدد وصف المحلل السياسي د.نعيم بارود الشكوى الصهيونية بـ"الباطلة"، مشيراً إلى أن مزاعم الاحتلال بإطلاق حركة حماس قذائف هاون تحتوي على مواد فسفور جاءت لتبرير استخدامه العشوائي لقذائف الفسفور خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة خريف عام 2009.
يذكر أن مئات الفلسطينيين تضرروا جسدياً في الحرب الأخيرة على القطاع جراء استعمال (إسرائيل)القنابل الفسفورية التي يخلف انفجارها دماراً كبيراً، ويتسبب في إحداث كمية كبيرة من الدخان تحجب الرؤية وتتسبب نيرانها بحدوث حروق شديدة في الأجسام.
ويرى بارود أن هذه المزاعم تحتاج لتحقيق دولي وعالمي يثبت صحتها، معتبراً أنها جاءت لزج حركة "حماس" في زاوية ضيقة.
وأشار إلى أن (إسرائيل)تريد من خلال هذه الشكوى الافتراء على حماس واتهامها بامتلاك الفسفور، مستطرداً:"الأمر مغلق وهناك تضييق على أي إنسان في العالم للحصول على تلك المواد التي تقع تحت الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية من حيث الإنتاج والسيطرة".
وتابع :"الشعب الفلسطيني بمجمله يرفض الافتراء على فصائل المقاومة ويعتبر أنه لا أساس من الصحة لتلك المزاعم".
وشاركه الرأي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة د.أسعد أبو شرخ بقوله :"هذه مزاعم من الاحتلال الصهيوني لأنه متهم عالمياً ومحاصر من قبل تقرير غولدستون ومنظمات الأمم المتحدة لاستخدامه أسلحة محرمة دولياً خلال عدوانه الأخير على غزة".
ويؤكد أبو شرخ أن الاحتلال لفق هذه القصة أمام العالم بهدف التخفيف من وطأة الحصار القانوني العالمي الذي يحيط به بعد حرب غزة، مستطرداً:" ربما تعد إسرائيل لهجمات يستخدم بها هذا النوع من السلاح ضد الفلسطينيين من جديد".
وأشار المحلل السياسي إلى أن الفلسطينيين مطالبون بضرورة مواجهة تلك المزاعم بتنظيم حملات اعلامية لفضح الاحتلال على مستوى العالم.
تبريرا للجرائم
حركة حماس من جانبها اعتبرت حديث الإحتلال سقوط قذائف تحتوي على الفسفور ادعاءات لتبرير استهداف المدنيين والمقاومين الفلسطينيين، وإشعال ساحة غزة لخلط الأوراق وإرباكها، للتغطية على تصفية القضية الفلسطينية.
وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة :"هذه الادعاءات تؤكد مصداقية مواقف الحركة بأن المفاوضات غطاء لجرائم الإحتلال، وأن الشعب الفلسطيني سيدفع ثمن هذه المفاوضات باهظاً"، مبيناً أن الإحتلال يريد أن يشغل الرأي العام بالدماء والأشلاء بعيداً عما يجري من تهويد واستيطان بالقدس والضفة الغربية.
وأَضاف برهوم:" تزامن هذه التهديدات مع إطلاق المفاوضات المباشرة، يؤكد أن أمرا ما يحاك ضد غزة".
ويشهد قطاع غزة تصعيداً ملحوظاً منذ عدة أيام، تمثل في قصف متواصل تنفذه طائرات حربية صهيونية على منطقة الأنفاق جنوب قطاع غزة، وقصف العديد من الأماكن في كافة محافظات القطاع وقع نتيجته عدد كبير من الشهداء على مدار هذه الأيام.