الرسالة نت – رائد أبو جراد
وصلت تبريرات قادة الاحتلال لضرب غزة من جديد إلى ذروتها بعد أن اتهمت في آخر ما توصلت إليه بأن قذائف غزة تحتوي على مواد فسفورية، وما سبقها من مزاعم بأن المقاومة تمتلك كذا كذا وذلك من أجل تبرير اعتداءاتها وعدوانها على قطاع غزة.
الجلاد والضحية
ليس الغريب مضمون الإدعاء الإسرائيلي والشكوي التي تقدم بها سفير الكيان في الأمم المتحدة ميرون روفين في رسالته أن "هجوم صاروخي نفذ من غزة تضمن قذائف فسفورية"، لكن الغريب في الأمر والمزاعم المتكررة سؤال بات يطرح نفسه "هل يساوى بين الجلاد والضحية؟".
وكانت صحيفة "يديعوت احرنوت" الناطقة بالعبرية أن "إسرائيل تقدمت بشكوى للأمم المتحدة حول الهجمات الصاروخية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة.
واعتبر أن ما يحدث "يمثل خرقا للقانون الدولي ويجسد التهديد الأمني الذي يواجه الكيان الصهيوني بشكل يومي" على حد تعبيره.
وفي هذا السياق، رجح خبير في القانون الدولي، أن تكون ادعاءات الاحتلال الجديدة والتقدم بشكوي في الأمم المتحدة ضد قطاع غزة تبريراً منها لشن عدوان جديد يستهدف القطاع الساحلي الواقع تحت حصار منذ أكثر من أربع سنوات.
وعزا مراقبان في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" استخدام الاحتلال الصهيوني لمثل هذه الادعاءات كأسلوب لرد الاتهام باتهام الطرف الآخر.
الدكتور على السرطاوي أستاذ القانون الدولي، بين أن القانون الدولي يحظر استخدام مادة الفسفور، وأوضح أن "إسرائيل" باتهامها الفلسطينيين باستخدام هذه المادة فهي تقر استخدام شئ محظور.
عمليات تصعيد
ووافقه الرأي المحلل السياسي خليل شاهين بقوله :"يجب النظر لقضية الشكوي الصهيونية المقدمة للأمم المتحدة في سياق مجمل عمليات التصعيد التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة عبر تصعيد الموقف مؤخراً بسياسة الاغتيالات وتهويل ما يحدث في غزة وكيل مزيد من الاتهامات".
وحسب شاهين فإن الكيان الصهيوني خاض حروباً كثيرة ارتكب خلالها مخالفات قانونية وتعرضت لانتقادات دولية كان آخرها تقرير غولدستون للتحقيق في جرائم الحرب المرتكبة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة أواخر عام 2008 وأوائل 2009.
فيما أشار خبير القانون السرطاوي إلى أن "إسرائيل" تتعامل مع هذه القضية على أساس "إذا أنتم أيها الفلسطينيون قادرون على تقديم شكاوي ضدنا في الأمم المتحدة فنحن قادرون على التلاعب بقرارات الشرعية الدولية وإخضاعها لصالحنا".
ونوه السرطاوي إلى وقوف جمعيات حقوقية أمريكية إلى جانب الشعب الفلسطيني لفضح الجرائم الصهيونية بحقه، مؤكداً مطالبة تلك الجمعيات بإخضاع "إسرائيل" للقانون الدولي ومتابعة كل انتهاكاتها.
ويرى أستاذ القانون أن الكيان الصهيوني أصبح يستخدم قواعد القانون الدولي لتكيل مزيداً من الاتهامات وتخفف الضغط الدولي المتصاعد ضدها.
وتوالت مؤخراً تهديدات الاحتلال رغم فضائحه المتصاعدة، فقد هدد نائب رئيس الوزراء الصهيوني "دان مريدور" بإمكانية اندلاع حرب جديدة "لا تحمد عقباها" على قطاع غزة بسبب تكديس حركتي حماس والجهاد الإسلامي للسلاح، وفق زعمه.
وادعى مريدور الذي يتقلد منصب وزير الاستخبارات والطاقة النووية الإسرائيلية الأحد أن "حماس سيطرت على غزة وطردت منظمة التحرير الفلسطينية خارجها، وبدأت تطلق قذائف علينا، ولا تزال هي والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى تتسلح يوما بعد يوم".
ذريعة ومبرر
وفيما إذا كان الاحتلال يتخذ من هذه الادعاءات ذريعة ومبرراً لشن عدوان جديد يستهدف قطاع غزة، تساءل السرطاوي "هل إسرائيل مقدمة لتأخذ شرعية هجوم عدواني على غزة (..) أظن أن الاحتلال لم يكن في الحروب السابقة بحاجة لمبرر لقدرته على شن الحروب"، حسب تعبيره.
لكن شاهين المتابع للشأن السياسي يعتقد أن "إسرائيل" تحاول من خلال ادعاءاتها بأن الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من غزة باتجاه المغتصبات الصهيونية المحاذية لحدود القطاع التحضير لشن عدوان جديد يستهدف القطاع المحاصر وتبرير هذه الجريمة بافتراءات غير صحيحة.
وأشار إلى محاولة الاحتلال الصهيوني إظهار أن "غزة بقعة للإرهاب وأن من حقها مهاجمته"، مضيفاً:"الاحتلال لم يعد يخفي أن هناك استعدادات جدية لشن حرب تستهدف قطاع غزة".
وعاد السرطاوي ليؤكد أن الأصل في مثل هذه الاتهامات ألا تثني الفلسطينيين عن استخدام البعد القانوني في مواجهة الاحتلال، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن قضية فضح جرائم الاحتلال بدأت تتفاعل دولياً.
وأضاف الخبير في القانون الدولي :"لا بد من متابعة جرائم الاحتلال وادعاءاته عبر استخدام الفلسطينيين وأحرار العالم القانون في معاملة الكيان الصهيوني كدولة خاضعة للأمم المتحدة والقانون الدولي والدولي الإنساني".
ودعا أحرار العالم والمهتمين بفضح الجرائم الإسرائيلية لتفعيل قواعد القانون الدولي، مستدركاً :"لا يجوز للأمم المتحدة والشرعية والولايات المتحدة أن تواصل تعاملها مع إسرائيل كدولة تتخطى قواعد القانون الدولي رغم جرائم الحرب والمخالفات الكثيرة التي تنتهكها إضافة لجرائم الفصل العنصري".
فيما طالب أستاذ العلوم السياسية خليل شاهين الفلسطينيين باستعادة الوحدة الوطنية لمجابهة خطط الاحتلال ومشاريعه التهويدية والاستيطانية في الضفة المحتلة ومدينة القدس، وتابع :"يجب اتخذا موقف فلسطيني موحد يجابه المخططات الصهيونية وتشكيل برنامج سياسي مقاوم وغرفة عمليات مشتركة للرد على التهديدات الصهيونية المتصاعدة".
وكانت الفصائل الفلسطينية أطلقت مؤخراً ثلاث قذائف هاون صوب صحراء النقب دون وقوع إصابات أو أضرار وردت "إسرائيل" بقصف منطقة الأنفاق على الحدود مع مصر ما أدى الى إصابة ستة فلسطينيين بجروح.
ويحلق الطيران الحربي الصهيونية منذ عدة أيام على ارتفاعات منخفضة في أجواء قطاع غزة، كما أطلقت الدبابات الإسرائيلية المتمركزة شرق مطار غزة نحو عشرة قذائف مدفعية في محيط المطار ما أدى الى أحداث دوي انفجارات عالية.