فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت
قطع رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" انتظار سلطة فتح الرد الأمريكي والضمانات المتعلقة بوقف الاستيطان، بإعلانه احتمال تأجيل محادثات التسوية في الشرق الأوسط عاماً آخر ما لم يسقط الفلسطينيون مطالبتهم بتجميد الاستيطان.
وأبقى "نتنياهو" على تشدده بشأن الاستيطان في القدس الشرقية و اعتبار أن البناء في "تل أبيب" كالبناء في مدينة القدس لأنها العاصمة الأبدية " لما يسمى بدولة إسرائيل"، حسب زعمه.
وشكل إعلان "نتنياهو" الأخير صفعة لفريق سلطة فتح الذي يراهن على الإدارة الأمريكية في دفع عملية السلام ووعودها في إعلان الدولة الفلسطينية"العتيدة"، وخاصة بعد أن استصدرت السلطة قراراً عربياً يخولها بالتفاوض غير المباشر مع الاحتلال.
واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، تصريحات "نتنياهو" دليلاً قاطعاً على أنه لا يريد العودة إلى أية مفاوضات جادة و تتنافى مع الشرعية الدولية التي تعتبر القدس عاصمة لدولتين، لافتاً أن ذلك يعرقل جهود الإدارة الأميركية لإعادة الطرفين لمفاوضات غير مباشرة.
وقال شعث في تصريح خاص لـ"الرسالة نت" :"إنه شئ يدعو إلى السخرية .. فنتنياهو يرتكب الجريمة و يحجم عن أية مفاوضات ثم يقول إذا طالبتم بوقف الاستيطان وذكرتوني بجريمتي فأنا الذي لن أذهب إلى المفاوضات ..أهلاً وسهلاً ضربني وبكي وسبقني واشتكى"، حسب تعبيره.
ونفى شعث أن يُعقد لقاء قمة بين رئيس دولة الاحتلال "شمعون بيريز" ورئيس حكومة فتح سلام فياض في باريس، وقال:"هذا مطلب من ساركوزي وليس أمراً نحن موافقون عليه ".
وكانت موفدة الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" الخاصة لمنطقة الشرق الأوسط" لوري افينبرغ "قالت أن الرئيس الفرنسي يخطط لعقد اجتماع قمة الشهر القادم في العاصمة الفرنسية باريس يضم "بيريز وفياض"، موضحة أن الاجتماع سيعقد في الرابع عشر من شهر ابريل القادم، حيث سيلتقي إضافة إلى "بيريز وفياض" رجال أعمال فلسطينيين وإسرائيليين .
وزعم شعث أن عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة تماماً في المرحلة الراهنة، مشدداً على أنه إذا لم يتوقف الاستيطان والتهويد في القدس فلن يكون هناك مفاوضات مباشرة ولا غير مباشرة.
واستدرك شعث قائلاً :"هذا لا يعفينا من مسئولية الدفاع عن القدس وحمايتها"، معتقداً أن ذلك الموقف يجب أن يُنقل إلى القمة العربية في ليبيا الشهر الجاري ويجب أن تصبح القمة "قمة القدس"، مضيفاً:"أنا لا أرى للعرب فرصة أخرى سوى أن يخرجوا من هذه القمة بإجراءات من شأنها حماية القدس ..ولا نريد منهم شيئاً آخر"، كما قال.
هذا وتسود مشاعر من الإحباط أوساط – فريق التسوية - في أعقاب المحادثات التي جرت مع المبعوث الأمريكي "جورج ميتشل" في العاصمة الأردنية عمان مؤخراً والتصريحات التي أطلقتها وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" التي اتهمت فيها الفلسطينيون بالتحريض.