قال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صباح يوم الاثنين، إنّ من نفذوا التفجيرات استهدفوا ضرب المنظومة الأمنية والفصائلية وإنشاء بداية فلتان في غزة.
وأضاف هنية، خلال حفل تأبين شهداء تفجير "غزة"، إنني أتشرف أن أقف في هذا الموقف الجلل أمام حضرة عوائل الشهداء الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والثبات والاحتساب، وأمام قيادة وزارة الداخلية والشرطة.
وتابع :" سنعمل في كل القوى والفصائل على تحصين أبنائنا فكرياً، و أجهزتنا وضعت يدها خلال 24 ساعة على الحدث في صورته المباشرة.
وأكد أن الجريمة وقعت في توقيت وسياق إقليمي يدلل أن المستفيد الأكبر منها هو الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً أنّ التفجيرات جاءت ليستثمرها عدونا ليُفرد غزة عن أي تفاعل إيجابي مع ما يمكن أن يحصل على جبهة الشمال.
واضاف :" من خطط ونفذ هذه الجريمة استهدف ضرب المنظومة والحالة الأمنية، وخلخلتها في غزة، وهدفت لإنشاء بداية فلتان أمني، والتحقيقات تشير إلى أن ما تم كان سيتبعه تفجيرات جديدة في مناطق مختلفة.
وشدد، على أنّ نتنياهو المأزوم أمنياً والمتهم بالفساد، غير قادر على حسم المعركة على كل الجبهات بما فيها غزة، لذلك أراد لغزة أن تكون بعيدة عن التأثير في مشهد الانتخابات الصهيونية.
ونوّه، إلى أنّ الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي لديهما تقدير بأن الموقف الفلسطيني الموحد يشكل العقبة الحقيقية أمام صفقة ترامب، وغزة شكلت عنصراً أخلّ بالمخطط الأمريكي الإسرائيلي، ووزارة الداخلية في غزة، عملاقة وقوية، وقادرة على استيعاب المنعطفات الخطرة.
وأكمل، أنّ الحالة الأمنية في غزة تُزعج الاحتلال، والأجهزة الأمنية سددت ضربات قوية للعملاء، وفقأت عين الاحتلال، وشكلت الحماية المعنوية لشعبنا الذي يخرج في كل جمعة شرق غزة، وهناك معركة أمنية تحت الطاولة بيننا وبين الاحتلال، ولا تقل خطورة عن المعركة العسكرية.
وأكد، أننا حققنا انتصارات في المعركة الأمنية مع العدو، كما حقق المجاهدون انتصارات عسكرية، والأجهزة الأمنية تعاملت مع ملف الانحراف الفكري في محطات سابقة بشكل شمولي، وليس على الصعيد الأمني فقط،
واستدرك بالقول، أنّ التفجيرات استهدفت ضرب العلاقة الاستراتيجية بين فصائل المقاومة، في هذه المرحلة التي شهدت أوج التنسيق والتكامل سياسياً، وعسكرياً، وميدانياً، وأمنياً، ونشعر بالارتياح الكبير للمناخ الوطني الذي يشهد حالة تنسيق كبير بين كل مكونات وفصائل العمل الوطني.
وأوضح، أنّه سيكون هناك نشر كامل لتفاصيل هذه الجريمة، وحينما تكتمل الصورة سنجد أنه كان يُخطط لإحداث صورة خطيرة جداً في غزة.
وأشار إلى، أنّ دماء شهداء الشرطة حمت غزة وفلسطين من صورة أخطر، ومن سيناريو أحقر، سنكشفه لشعبنا في الوقت المناسب، حينما تنتهي الأجهزة الأمنية من وضع يدها على كل شيء، ومن يفجر نفسه ليس له انتماء تنظيمي ولا سياسي ولا وطني، ونحن لم نربِ أبناءنا ليكونوا في هذا الموطن، لا حماس ولا الجهاد ولا الجبهات ولا فصائل المقاومة.
وختم، أنّ الجريمة استهدفت الجريمة ضرب النسيج المجتمعي، والجبهة الداخلية، والحاضنة المجتمعية للمقاومة، التي تتشكل من عوائل شعبنا، و أقول بكل ثقة وموضوعية: سيفشل هذا المخطط كما المخططات السابقة، وقد فشل من بدايته، وغزة محصنة فكرياً، وأمنياً، وفصائلياً، وعسكرياً، وسياسياً ومجتمعياً، وهي وعصية على الكسر والاختراق.
وأضاف، أنّ الفكر الذي يسود فينا هو فكر وسطي معتدل، ويقول لا للتطرف والمغالاة والتشدد والتنطع، ولا لحرف البوصلة عن أهداف وطليعة الصراع على أرض فلسطين، ومن قام بهذا العمل نفوسٌ مريضة غرقت في وحل المفاهيم، بعيداً عن عيون المرجعيات.
كما أشار، إلى أنّ هناك إجماع وطني تجلّى في هذه المحطة الفاصلة، من خلال رفع الغطاء عن المجرمين، ومنح قوة إسناد للأجهزة الأمنية لممارسة عملها، وكذلك التعاون بالتفاصيل الدقيقة لكل المعلومات المتعلقة بالقضية، مؤكداً لن أنسى توجيه التحية إلى أسرانا الأبطال الذين يخوضون الآن معارك الكرامة.
وقدم هنية، التحية لجميع الفصائل، والوجهاء والعائلات والمخاتير، الذين وقفوا لمساندة الشرطة والأجهزة الأمنية ومؤازرتها ،كما وجه التحية من غزة إلى المقاومة اللبنانية ولحزب الله الذي فرض معادلة الردع المتبادل والذي خرج من حالة السكون التي يريدها البعض.