رام الله - الرسالة نت
في خطوة تدلل على حجم الحرب التي تشنها السلطة على المقاومة في الضفة الغربية، كشفت مصادر أمنية في سلطة فتح ما زعمت أنها اعترافات مفصلة لمنفذي عملية الخليل التي قامت بها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عشية انطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن وأدت إلي مقتل 4 مستوطنين إسرائيليين.
وبحسب صحيفة الأهرام المصرية التي نقلت عن تلك المصادر قولها اليوم الاثنين فإن "هدف العملية لم يكن مجرد قتل المستوطنين وإنما دفع "إسرائيل" لمحاصرة الضفة الغربية بالكامل والانسحاب من المفاوضات المباشرة ودفع رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس للاستقالة".
وقالت المصادر إن المنفذين اعترفوا لأجهزة أمن فتح بعد اعتقالهم بأن التعليمات الصادرة لهم كانت تقضي بأن يتم تصوير العملية وانتزاع هويات القتلي ودفنهم ثم الادعاء بأنه جري اختطافهم والمطالبة بمبادلتهم بأسري فلسطينيينعلي غرار المطالب الخاصة بصفقة الجندي جلعاد شاليط.
وأوضحت أن التقدير الأولي لقيادات حماس في سوريا, الذين أصدروا الأوامر بالاشتراك مع قيادة الجناح العسكري بغزة بتنفيذ العملية "أنه بمجرد الإعلان عن خطف أربعة مستوطنين, فإن "إسرائيل" ستنسحب من المفاوضات المباشرة التي كانت ستعقد بعد ساعات من الهجوم الذي وقع يوم31 أغسطس الماضي, علاوة علي قيام الجيش الإسرائيلي بمحاصرة كل قري ومدن الضفة الغربية واحتلال بعضها بحثا عن المستوطنين المختطفين, وهذا بدوره يمكن أن يدفع أبو مازن للاستقالة، وربما الإعلان عن حل السلطة الفلسطينية بالكامل" على حد زعمها.
وأشارت المصادر إلي أن منفذي الهجوم وهم ثلاثة أشخاص اختاروا بعناية مكان العملية وتوقيتها, ولكن المصادفة وحدها حالت دون تنفيذ كامل مراحلها حيث أنهم اختاروا لحظة الإفطار يوم21 رمضان, أي نحو الساعة 7,30 مساء يوم31 أغسطس وكمنوا بسيارتهم بالقرب من قرية بني نعيم شرقي مدينة الخليل والقريبة من مستوطنة كريات أربع, حيث تخف الحركة في المكان ليلا لصغر حجم المستوطنة والتي لا يزيد عدد سكانها علي500 مستوطن.
وأضافت المصادر أنه بمجرد مرور سيارة المستوطنين, قام مسلحان تابعان لحماس بإطلاق النار عليها, وبعدها نزلا من سيارتهما وواصلا إطلاق النار حتي تأكدا من مقتل المستوطنين الأربعة, وهما رجلان وسيدتان واحدة منهما حامل والآخري أم لأربعة أطفال ثم انتزعوا هويات القتلى الأربعة وبدأوا في سحب الجثث لتنفيذ المرحلة الأخيرة، والتي تنص علي دفن الجثامين والادعاء بأنه جري اختطافهم.
وهنا تشير المصادر إلي أن المصادفة وحدها حالت دون ذلك، حيث تلقي المنفذون إشارة من شخص ثالث يراقب الطريق بأن هناك سيارة قادمة فاضطر المنفذون لمغادرة المكان وترك الجثث بالسيارة.
ووصفت مصادر سلطة فتح العملية في حالة نجاحها بأنها "ستكون الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية, لأنها كانت ستحقق لحماس كل أهدافها ومنها إسقاط السلطة الفلسطينية, والسيطرة علي الضفة الغربية, وإفشال عملية السلام بالكامل, ولكنها في الوقت نفسه كانت ستوفر مبررا لـ"إسرائيل" لمواصلة الاستيطان بقوة في الضفة الغربية والقدس الشرقية" على حد زعمها.