مهداة إلى روح شاعر الوطن "خميس لطفي"
شعر: مقبولة عبد الحميد
الشمسُ مشرقةٌ ، وموجُ البحر هادي
والريحُ تعبثُ ، بالنباتِ وبالجمادِ
والأرضُ بلَّلها الندى ، والروضُ ينثرُ عطرَهُ ،
والطيرُ فوق الغصنِ شادِ
يومٌ جميلٌ ،
مثلَ أمسِ ، وقبل أمسِ ،
ولا جديدَ هناكَ ، تحت الشمسِ ، بادِ
لم يختلف شيءٌ ، ولا سقطتْ من النجْماتِ واحدةٌ ،
وحطَّت في الوهادِ
كلاَّ ، ولا جبلٌ تصدَّعَ ، بعد موتكَ ، أو
تشققت الصخورُ ببطن واد
والغيمُ أبيضُ ، لا يزالُ ، وما تبدَّلَ لونُهُ ،
حزناً عليكَ ، إلى رمادي
والناسُ ، هذا في اتجاهٍ ، رائحٌ
وبعكس ذلك الاتِّجاهِ ، هناك غادِ
والقاطراتُ تسيرُ ، والباصاتُ ،
والعرباتُ تمضي ،
للحواضر والبوادي
والسوقُ مكتظٌ ، كعادتهِ ،
وبيَّاعُ الفواكهِ ، " زاكي يا حموي " ، ينادي !
لم تنتهِ الدنيا ، بموتكَ ، لا ،
ولم ترقدْ ، ولا هبَّتْ ، لأجلكَ ، من رقادِ
لم تُنْكَسِ الأعلامُ في بلدٍ ،ولا اتَّشحتْ ،
عناوينُ الصحائفِ بالسوادِ
لم يُذْكَرِ اسمُكَ ، في الفضائياتِ ، يا هذا ،
ولم يُعْلَنْ ، هنالكَ ، عن حدادِ
لم يفقدِ الدينارُ ، حين ذهبتَ ، قيمتَهُ ،
ولا اهتزُّ المؤشرُ الاقتصادي
تمضي الحياةُ ، كأنَّ شيئاً لم يكنْ ،
والناسُ ما نقصوا ،
وظلوا في ازديادِ
تمضي الحياةُ ، كما لو انَّ جرادةً
ماتتْ ، ولم يحفلْ بها ، سربُ الجرادِ
لا ، لستَ أولَّ من يموتُ ،
ولستَ آخرَ من يموتُ ،
وموتُ ، مثلك أنت ، عادي !
ماذا يهمك ، بعد موتك ، نصرُنا ؟
وقضاءُ جيش المسلمينَ ، على الأعادي ؟
ماذا يَهمُّك ما الذي سيحلَّ بالدنيا ،
وبالأحياءِ ، من سينٍ و صادِ ؟
وهناك أخرى ، في انتظاركَ ، يومَ تُعرضُ ، دون خافيةٍ ،
على ربِّ العبادِ ؟