قائد الطوفان قائد الطوفان

شبح الترحيل لـ(إسرائيل) لا يزال يسيطر على العالم الأشقر

الأشقر
الأشقر

الرسالة – محمود هنية

يسيطر شبح الترحيل على العالم الفلسطيني والمرشح الرئاسي السابق للانتخابات الفلسطينية، د. عبد الحليم الأشقر، في ضوء التهديدات الامريكية المتواصلة بحقه بترحيله من واشنطن إلى (إسرائيل).

وحاولت واشنطن قبل 4 أشهر ترحيل العالم الأشقر إلى (إسرائيل)، ما أثار سخطا دوليا وفصائليا واضطرت لاعادته مجددا الى الولايات المتحدة بناء على قرار من المحكمة الامريكية.

الأشقر وبعيد الإفراج عنه منذ ثلاثة أشهر استأنف محاولات البحث عن وطن، في ضوء وصد كثير من الدول العربية والإسلامية أبوابها في وجهه.

يقول الأشقر لـ"الرسالة نت" إن كل المحاولات التي بدأها للبحث عن وطن بديل لم تنجح حتى اللحظة.

في العام 1998، لجأ إلى الولايات المتحدة بحثا عن الأمان، في دولة كان يعتقد أنه لا يظلم فيها إنسان، لكن الفلسطيني كان استثناء في هذه المعادلة، ليجد نفسه بعد عام واحد مسلوب حق اللجوء السياسي!

وبدأ الأكاديمي الفلسطيني المعروف رحلة الغربة والمواجهة، في السادس عشر من شهر يونيو عام 2003، حين اتفق مع الهيئة الفدرالية للهجرة بالخروج الطوعي من واشنطن والبحث عن مكان آخر للجوء.

"عقب محاولات حثيثة نجحت في استصدار فيزا وجواز وعقد عمل في دولة بالخارج، وقعنا في المحكمة على الاتفاق وغادرت إلى بيتي"، تبعا لروايته.

أمام البيت كان ينتظره عدد من عناصر الاستخبارات الفدرالية الأمريكية، قرروا اعتقاله لشهادة سيدلي بها أمام مجلس المحلفين المركزي، لتبدأ هنا مرحلة اعتقال تجاوزت في عمرها العقد وثماني سنوات تقريبا، أمضى جلها في العزل الانفرادي.

بعيد اعتقاله بساعات، بدأت عملية المساومة معه بالشهادة ضد اشخاص ونشطاء في العمل الخيري بواشنطن، أو أن يقبع السجن لسنوات، فاختار الأخيرة "فهي أحب الى قلبه من مساومة تنتهي بي في مصاف العمالة والخيانة"، والقول له.

حسم الأشقر أمره برفض الشهادة، فاتهمه القضاء الأمريكي بالعصيان والتآمر مع حماس، إذ حوكم على الأولى وسقطت عنه الثانية لاحقا، فكان الحكم الصادر بحقه 11 عامًا وثلاثة أشهر، عكسا للقانون الذي ينص على اعتقاله ما بين 20 -40 شهرًا فقط!

لم ينته الانتقام الأمريكي من الأشقر عند هذا الحد، بل تخطاه ليودعه إلى جانب المعتقلين الجنائيين الخطيرين جدا، كما يصنفون أمريكيا، ليقضي فترة حكم قاسية انتهت بين مرحلتين أمضى نصفها في العزل الانفرادي، فيما أمضى النصف الثاني مع هؤلاء المعتقلين.

وبعيد الافراج عنه عام 2015 بقي رهن الاعتقال البيتي مصحوبا بجهاز تتبع بيتي لم يفارق قدمه منذ ذلك الوقت، فيما كان يبحث عن وطن يلجأ إليه.

"أتيت لواشنطن كي تحميني، فوجدت نفسي أمام عدوان من صنوف مختلفة"، جملة تعبر عن 11 عاما لم يسمح فيها للأشقر بزيارة عائلته أو الخروج من منزله أو حتى أن يخرج مع عائلته الصغيرة لقضاء الأعياد والمواسم الدينية.

منذ 4 أعوام، وكل محاولات البحث عن وطن آمن وبديل باءت بالفشل، وصل الأمر حد وضع رسائل مباشرة من زوجته للرئيس التركي رجب طيب ارودغان، وصلت الرسالة ولم تصل الإجابة عنه!

أفرج عنه بعد أسبوعين في محاولة أخيرة للبحث عن وطن، تلك المحاولة التي لم يتوقف عنها الرجل منذ 4 أعوام، دون جدوى!

أقل من شهرين هي المدة المتبقية إما يعود الرجل فيها إلى السجن مجددا، أو تلجأ واشنطن لإبعاده، والمحسوم أنها ستبقيه رهن مسيرة طويلة من العناء والألم!، يأمل فيها الأشقر باستمرار وقوف أبناء شعبه الذين انتفضوا لأجله كي يواصلوا عملهم وضغطهم في حث الدول المضيفة على استقباله.

 

 

البث المباشر