لم ينجح الاتفاق التركي الإسرائيلي الذي وقع في عام 2016 بين الطرفين لإعادة تطبيع العلاقات بعد شقاق دام ست سنوات، في إنهاء حالة التوتر المستمرة بين الطرفين.
ويرى الاحتلال أن "تركيا أردوغان" تتبنى سياسة دولية ضده، خاصة في تعاطفه مع القضية الفلسطينية ومهاجمة الرئيس التركي للاحتلال في كل المحافل الدولية.
وتستمر حالة التوتر بين الطرفين خاصة عقب قرار الخارجية الإسرائيلية وضع خطة لتقليل الأنشطة التركية في القدس المحتلة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مواجهة بين البلدين.
ووفقا لصحيفة (إسرائيل اليوم)، فإن (إسرائيل) سنتخذ الخطوات اللازمة لمحو القاعدة السياسية للأنشطة التركية في القدس، وتعزز السيادة الإسرائيلية في المدينة.
وتستهدف الإجراءات الإسرائيلية ما أسمته الصحيفة "التحريض والتدخل" التركي في القدس، خصوصا وكالة التعاون والتنسيق التركية (TIKA)، التي تمولها الحكومة التركية.
وتقول "TIKA على موقعها على الإنترنت إن هدفها الحفاظ على التراث العثماني للمدينة القديمة في القدس، الذي كان تحت حكم الإمبراطورية العثمانية حتى عام 1917.
وتقول الصحيفة إن أنشطة "TIKA" "يديرها شخصيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقد موّلت الوكالة مشاريع بقيمة 12 مليون دولار سنويا في المدينة؛ "لمنع تهويد القدس".
كما تعتزم السلطات الإسرائيلية سحب تصاريح العمل من المعلمين الأتراك الذين يقدمون دروس اللغة التركية، ووقف المحادثات بين مؤسسة الأوقاف الإسلامية التي يديرها الأردن والمسؤولين الأتراك، كما أنه سيلغي الوضع الدبلوماسي لرئيس TIKA في القدس الشرقية.
الخبير في شئون القدس د. جمال عمرو أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يرغب بالسيطرة على كل شيء في المدينة المقدسة، وبات يتخوف من الدور التركي في ظل وجود الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، حيث يخشى الاحتلال أن الأخير يرغب في إعادة دور تركيا والخلافة العثمانية في القدس.
وقال عمرو في حديث مع الرسالة أن ما يطلق عليه الاحتلال النفوذ التركي في القدس هو عبارة عن أنشطة "TIKA" وهي جمعية تتبع الحكومة التركية وتم حظر نشاطها من الاحتلال.
وأكد أن نشاط "TIKA" لا يتعدى كونه المجال الإنساني والإغاثي وبعيد عن أي أنشطة سياسية "حيث تقوم المؤسسة ببناء وترميم المدارس وبعض المنازل القديمة وإصلاح قبور المسلمين وإحاطتها بأسوار شاهقة بعد أن كان وضعها مزرياً، كما أن هناك جمعيات مقدسية تتبع لهم ترعى المسنين والأيتام.
واعتبر أن الموقف الإسرائيلي من تركيا جاء كرد على خطاب أردوغان في الأمم المتحدة بعد أن هاجم الاحتلال الإسرائيلي ووصمه بالعنصرية والسيطرة على الأرض الفلسطينية.
ورغم المحاولات المتكررة لتجاوز الأزمة بين الطرفين إلا أنها تبقى على صفيح ساخن، حيث لم يتمكنا من تجاوز علاقات تمتد لأكثر من 60 سنة وجرى خلالها تعاون تجاري وعسكري، ويتلخص الخلاف الحقيقي بين الطرفين في الموقف التركي من القضية الفلسطينية حيث تدعم الحكومة التركية القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وكان أخرها خطاب أردوغان في الأمم المتحدة.
ويستكمل موقف تركيا في محاولتها بلورة حشد دولي ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال والذي قررت تركيا بناء عليه طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة بصورة مُهينة في أعقاب المجزرة التي نفذها الاحتلال بحق المتظاهرين على الحدود في قطاع غزة في مايو 2018.
كما دعمت تركيا القدس عبر قرار هيئة الشؤون الدينية التركية في عام 2015 الذي يقضي بإدراج المسجد الأقصى ضمن برنامج المعتمرين الأتراك قبل التوجه إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة في خطوة دعم مهمة لمدينة القدس.