غزة – الرسالة نت
تنقل من منزل لآخر هربا من ارتفاع سعر الإيجار، عله يتمكن من العثور على جدران تأويه وأسرته بمبلغ يقوى على دفعه شهريا، دون مواجهة مع المالك الذي لا يتردد في مطالبته بالمسارعة بتسديد الإيجار.
وجد "أبو العبد" ضالته في منزل كبير الحجم قليل الإمكانات، يفتقد أدنى متطلبات الأسرة، فجزء منه سقفه السماء، والحمامات بحاجة لإعادة تأهيل من جديد، ويرفض مالك المنزل طلبه بترميمها، رغم أنه يعترف بأنه "يؤجره خرابة".
لجأ أبو العبد لذلك المنزل مقابل إيجار شهري مائتي وخمسين شيقل، إلى جانب فواتير الكهرباء والماء، بعدما هرب من المنزل السابق قبل أربعة أشهر لارتفاع سعر إيجاره.
تعود معاناة "أبو العبد" منذ ما يزيد عن خمس سنوات، بعدما فقد مصدر رزقه داخل الأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين، وبدأ يفقد مدخراته شيئا فشيئا، حتى قرر بيع منزله وتزويج ابنه الأكبر الذي كان يتقاضى راتبا حكوميا.
مرت الأيام وقطعت حكومة فياض راتب ابنه كالمئات من الموظفين، مما أدى لانهيار الأسرة ماديا، وازدادت وتيرة المشادات بين الابن وزوجته حتى انفصلا نهائيا بعدما لم يتمكن من تحقيق مطالبها بمنزل منفصل.
ويقضي ابنه عددا من الأيام بين الفترة والأخرى في السجن وذلك لعدم تمكنه من تسديد متأخر طليقته ومستحقات عفش البيت.
يقول أبو العبد: بعت المنزل لأزوج ابني، لكنه طلق زوجته، وفقدنا المنزل والزوجة".
وانضم الشاب المطلق للعيش مع والده، الذي لا يستطيع تزويجه مرة أخرى، ويضيف " بالكاد أستطيع تدبير الإيجار الشهري".
يعض أبو العبد أصابعه ندما على بيع منزله حتى أنه قال " يا ليتني مت قبل ما أبيع المنزل، والله كان آوينا، على الأقل كنت لا أجد من يطرق الباب يطالبني بالإيجار الشهري، والواحد بيدبر حاله في بيته".
الخمسيني أبو العبد لديه سبعة من الأبناء، اثنان منهم ملتحقون بمقاعد الدراسة الجامعية، واضطر لتأجيل دراسة إحدى بناته لعدم تمكنه من توفير الرسوم والمصاريف الجامعية.
ويعتمد أبو العبد على المساعدات التي ترده من وكالة الغوث ووزارة الشئون الاجتماعية، وبعض الكوبونات الواردة من الجمعيات الخيرية.
وبدا القدم على الأدوات المنزلية ومحتوياتها لاسيما أنه لا يملك أموالا لتجديدها.
يحاول "أبو العبد" البحث عمن ينقذه وينتشله مما وقع فيه، ولا زال الأمل يحدوه بأن يتحول حاله للأفضل، ويجد من يقف بجانبه.
شاهد عائلة ابو العبد بالفيديو .. اضغط هنا