على مدار 11 شهرا تقطع السلطة بقرار من رئيسها محمود عباس، رواتب قرابة 47 راتبًا في الضفة المحتلة، بعد قراره حل المجلس التشريعي، بطريقة تجاوز فيها العرف القانوني والأخلاقي والدستوري.
ونتيجة لتفاقم سوء أوضاع النواب المالية، لجأ عدد منهم إلى البحث عن وسائل عمل جديدة، فمنهم من لجأ لزراعة أرضه وآخر عمل سائقًا على التاكسي.
النائب بالمجلس التشريعي عن محافظة "بيت لحم" محمود الخطيب، أضطر لـفتح محل "لبيع الفلافل" بعدما ساءت أوضاعه الاقتصادية.
الخطيب كشف لـ"الرسالة نت" عن أوضاع إنسانية قاسية يمر بها عدد كبير من النواب المقطوعة رواتبهم، مشيرا إلى أن أحد هؤلاء النواب حبس قبل فترة وجيزة لمدة عشرة أيام في سجون السلطة على "خلفية شيكات راجعة" لم يتسنّ له دفعها إثر قطع راتبه.
ويشير الخطيب، إلى أن أحد النواب اضطر لبيع 4 دونمات من أرضه، وآخر اضطر لبيع "البيض".
ليس ذلك فحسب، بل إن نواب القدس المبعدين الى مدينة رام الله، باتوا "في وضع كارثي" بعدما تخلت السلطة عن دفع ايجار منازلهم وقطعت رواتبهم، تبعا للخطيب.
يؤكد النائب في المجلس التشريعي، أن عملية التواصل مع المقربين من عباس لم تنجح في إعادة الرواتب، وقالوا إن المسؤول الأول والأخير عنها هو محمود عباس شخصيا.
ويبيّن الخطيب أن الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني عند تدخله لدى عباس، أجابه الأخير "خليهم يدبروا حالهم ويلجؤوا للقضاء".
يقول الخطيب: "لك أن تتخيل عدم وجود ما تصرف به لمدة تزيد 11 شهرا؟"، مشيرا إلى أن بعض النواب لجأ الى السلطة لقبض رواتبهم كأسرى، ورفضت ذلك.
ورغم ما آلت إليه أوضاع النواب، إلّا أن النائب الخطيب، يؤكد أن موافقة حماس على اجراء الانتخابات جاءت لتثبت للجميع أنها لن تكون حجر عثرة في طريق الشعب الفلسطيني.
وينبه الخطيب إلى أنه لا يوجد أدنى ضمانة الا تتعدى السلطة على الحريات والدعاية الانتخابية والاعتداء على القانون وهي التي اعتدت بشكل سافر على قانون قطع رواتب النواب.
وأشاد الخطيب بموافقة حماس على اجراء الانتخابات "لتعذر لشعبها أنها معه ولن تتخلى عن خياراته، رغم الأذى الذي لحقها".
وكان النائب في المجلس التشريعي عبد الجبار فقهاء قد لاذ للعمل كسائق تاكسي بعد قطع راتبه، كما ولجأ النائب عبد الناصر جواد لحراثة أرضه والعمل بها بعد قطع راتبه من السلطة.
وكان رئيس السلطة قد أمر بحل التشريعي في الضفة المحتلة، وقطع رواتب نوابه.
يشار إلى أن حركة حماس وافقت على اجراء الانتخابات الشاملة، في خطوة أشادت بها وثمنتها القوى الفلسطينية المختلفة.
