أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها تعاملت بمرونة كافية مع دعوة السلطة الفلسطينية إلى الانتخابات العامة، وأنها مستعدة للتعاطي إيجابيا مع هذه الخطوة، ودعت إلى التفاهم على آليات تنفيذ ذلك على الأرض في ظل حالة الانقسان القائمة بين الضفة والقطاع، واحتلال القدس.
وأوضح عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" صلاح البردويل في حديث مع موقع "عربي21"، أن "حماس و18 فصيلا فلسطينيا تقدموا بمبادرة وطنية تبدأ بلقاء قيادات الفصائل ثم حكومة وحدة وطنية ثم انتخابات عامة، لكنها فوجئت بالرد السلبي من السلطة التي تجاهلت المبادرة بالكامل، ودعت بدلا منها إلى انتخابات عامة".
وأضاف: "لقد استغل الرئيس محمود عباس منصة الأمم المتحدة، ودعا إلى انتخابات عامة من دون أن يشير إلى مبادرة الفصائل، ومن دون أن يفسر ما إذا كان يقصد بالانتخابات العامة انتخابات المجلس الوطني والرئاسة، أم التشريعية فحسب".
وأشار البردويل إلى أن "حماس ورغبة منها في عدم عرقلة جهود الذهاب إلى الانتخابات، أعربت عن استعدادها للتعاطي إيجابيا مع دعوة السلطة إلى الانتخابات، واستقبلت موفد الرئيس محمود عباس إلى غزة حنا ناصر وفريقه، وأبلغته موافقتها على الذهاب إلى الانتخابات".
وأضاف: "لقد رد علينا الرئيس محمود عباس بأنه سيصدر مرسومين الأول ويخص الانتخابات التشريعية، ثم بعد فترة يصدر مرسوما آخر يخص الانتخابات الرئاسية، فوافقنا رغم أن القانون ينص على أن الأمرين مرتبطان".
وتابع: "لقد شاركنا إلى جانب 18 فصيلا في لقاء حنا ناصر، وأوضحنا له أن هناك انقساما بين الضفة والقطاع، وأن المؤسسات في الجهتين تعمل بدون تنسيق، وأن القدس تحت الاحتلال، فكيف سيتم التعامل مع الانتخابات في مثل هذه الظروف؟ وطرحنا عليهم ضرورة إجراء حوار فني للتمهيد لذلك، فحمل هذه الرسالة ولم يعد إلينا".
وأكد البردويل أن ما استشفوه من "مختلف محطات الحوار التي جرت مع موفد السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة حول الانتخابات، أن الرئيس محمود عباس لا يريد أي لقاء مع حماس، ولا أي تواجد لها في المشهد السياسي المقبل، على الرغم من أنها حائزة على نحو 60% من المجلس التشريعي الحالي، والستطلاعات الرأي تقول بأن الفصائل الرافضة لنهج السلطة ربما تحصل في أي انتخابات مقبلة على أكثر من 70%".
واعتبر البردويل أن "إزاحة حماس من المشهد الفلسطيني هو هدف يجمع السلطة والاحتلال وبعض خصوم الإسلام السياسي في المنطقة".
وقال: "على الرغم من أننا أرسلنا رسائل طمأنة للجميع، وقلنا لهم بأننا لا نرغب في التفرد بالحكم، وإنما نسعى لترسيخ نهج توافقي، إلا أن ذلك لم يجد الآذان الصاغية لدى السلطة وحركة فتح حتى الآن، على الرغم من أننا نعتقد بأنه لا يمكن الذهاب إلى أي انتخابات دون توافقات ضامنة لنجاح هذه الانتخابات".
وحول التهديدات التي يطلقها الاحتلال بشأن استهداف قيادات حماس، قال البردويل: "هذه التهديدات قديمة وليست جديدة، ولا نعتقد أن الاحتلال في وارد إشعال حرب ضد قطاع غزة، ليس فقط بسبب الثمن الباهظ الذي ستدفعه، وإنما أيضا بسبب أزمتهم السياسية الداخلية".
وأضاف: "نحن في حماس حركة تحرر وطني، ننتمي لهذا الشعب الفلسطيني، ندافع عم حقوقنا المشروعة، وبالتالي لا نخشى لا من التآمر السياسي ولا من التهديد بالحروب، لأننا أصحاب حق"، على حد تعبيره.