منذ أربعة أشهر والانتهاكات الإسرائيلية بحق أهالي قرية العيساوية مستمرة، حتى أن جنود الاحتلال يلاحقون طلبة المدارس ويقتحمون فصولهم للاعتداء عليهم، أو اعتقالهم الأمر الذي دفع أولياء الأمور لتعليق الدراسة إلى حين التوصل إلى حلول مع شرطة الاحتلال.
وأضرب حوالي 4 الاف طالب وطالبة عن الذهاب لمدارسهم بفعل الممارسات الإسرائيلية، لكنهم علقوا الاضراب وذهبوا إلى مدارسهم صباح الأربعاء، بينما بقي الحال كما هو عليه وأخلت السلطات الإسرائيلية بالاتفاق الذي أبرمته مع لجنة أولياء الأمور بالحد من إعاقة أبنائهم عن الذهاب لمدارسهم والاعتداء عليهم.
ليست المرة الأولى التي تعلق فيها الدراسة في مدارس العيساوية، فقد تكررت الحادثة بشكل دوري، ودوما يتنصل الاحتلال من أي تفاهمات مع أولياء الأمور، ويزيد من حجم الاعتداءات على طلبة المدارس لاسيما المرحلتين الابتدائية والاعدادية.
يقول هاني العيساوي الناشط بشؤون قرية العيساوية – وسط مدينة القدس- إن هناك حملة شرسة على بلدتهم، فالاقتحامات مستمرة وزادت وتيرتها مع بدء العام الدراسي الجديد مما يشكل خطرا على الطلبة في مدارسهم، مشيرا إلى أنه أكثر من مرة تم الاعتداء على الطلبة والمعلمين، عدا عن إلقاء قنابل الغاز والتحرش بالطلبة أثناء توجههم للبيت.
وأوضح العيساوي "للرسالة" أنه مع بداية العام الدراسي أعلن الأهالي امتناع أبنائهم عن الذهاب للمدارس طالما لم تتوفر بيئة آمنة لهم ودون تعرض الجيش لهم، لكن الأخير أخل بذلك وراح ينكل بالصغار.
وأشار إلى أن الاعتداء الأخير الذي وقع على الطالب "صالح الطويل" في المرحلة الثانوية واقتحام جنود الاحتلال لمدرسته وضربه والمدير ومن ثم اعتقاله، دفع لجنة أولياء الأمور إلى اتخاذ خطوات تصعيدية وعدم ذهاب أبنائهم لمدارسهم، لكن الاحتلال عاد وأعلن أنه لن يتعرض الجنود لهم، إلا أنه أخل بوعده مجددا مما أحدث إرباكا من شأنه أن يعاود الأهالي تعليق الدراسة مجددا.
وكان الطالب الطويل، مثل الاثنين الماضي أمام محكمة الصلح، التي أخلت سبيله بشرط الحبس المنزلي لمدة ثلاثة أيام، والتوقيع على كفالة طرف ثالث بقيمة خمسة آلاف شيكل.
ومن ضمن الانتهاكات التي يمارسها جيش الاحتلال ضد طلبة العيساوية، ذكر الناشط في شؤون البلدة، أنه يتم ابعاد الطلبة عدة أيام عن بيتهم خارج العيساوية، والحبس المنزلي وعدم الحديث مع الآخرين، عدا عن الضرب والإهانة والاعتقال وإلقاء الحجارة على الصغار.
وخلال حديث العيساوي "للرسالة" ذكر أن جنود الاحتلال أغلقوا مدارس بلدة العيساوية يوم الثلاثاء دون أي سبب ومنعوا الخروج أو الدخول إليها، لافتا إلى أن تصرفات الاحتلال تأتي ضمن اخضاع البلدة إلى سياسته وتوجهاته ومنع أي مظهر من المظاهر الوطنية لكن محاولاتهم تبوء بالفشل بسبب تمسك الفلسطينيين بعروبتهم.
وكان أهالي العيساوية قد نظموا تظاهرة احتجاجية ضد اعتداءات قوات الاحتلال المستمرة على المدارس، وشارك في الاعتصام أهالي وطلاب ومتضامنون أجانب، وسط تواجد عسكري لقوات الاحتلال ومخابراته.
وحمل المشاركون من الطلبة يافطات بعنوان "البيئة التعليمية الآمنة مطلب من حقنا توفيره لفلذات أكبادنا" و"للمؤسسات التعليمية حرمة والاحتلال لا يعرفها" و"الاحتلال ينغص علينا في جميع مناحي حياتنا"، وردد الطلاب خلال الاعتصام هتافات "لا للاحتلال ونعم للتعليم".
يذكر أن المحاولات الاسرائيلية متواصلة في محاربة التعليم بالقدس، حيث تضيق على المدارس في البلدة القديمة والعيساوية وشعفاط وكافة المدارس الأخرى، كما تفرض على الطلبة الحبس المنزلي، وهو الإجراء الوحيد من نوعه الموجود في العالم، كما كانت هناك محاولات مستمرة لتمرير كتب ونسخ مشوهة ومزيفة، إضافة إلى حظر ترميم الغرف الصفية، وتحريم بناء مدارس جديدة.
يجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تشرف على 47% من قطاع التعليم في القدس، ويشمل ذلك مدارس الأوقاف العامة بنسبة 14%، والمدارس الأهلية والخاصة بنسبة 31%، ومدارس وكالة "الأونروا" بنسبة 2%، بالإضافة إلى أن معظم مدارس القدس تعاني من نقص في المباني الصالحة للاستخدام التربوي، وذلك بسبب صعوبة توفير الأرض المناسبة لغايات البناء المدرسة وصعوبة الحصول على رخص بناء من بلدية الاحتلال.