"أنقذوا ابني يا ناس، ابني يصارع الموت وحالته خطره" هكذا خرجت والدة الأسير سامي أبو دياك قبل يومين من زيارته، حينما سمحت لها مصلحة السجون برؤيته بعدما زاد وضعه الصحي سوءا بسبب معاناته من سرطان الأمعاء، فهو محكوم بثلاث مؤبدات و30 سنة.
بجسد هزيل ووجه شاحب حضر "سامي" لأمه بكرسي متحرك بالكاد يسند نفسه، فلم يتحدث لأمه بشيء سوى أنه يموت ووضعه الصحي صعب، الأمر الذي دفع والدته للخروج بعد زيارته لتستنجد الضمائر الحية مناشدة الافراج عنه، فهو "لم يستطع النظر إليها من شدة تعبه".
وكان أبو دياك عند اعتقاله سنة 2002 بوزن 95 خسر بعد مرضه 50 كيلو، ونسبة دمه لا تزيد عن خمسة، عدا عن أنه يعاني ضيقا في التنفس بعدما تعرض للإهمال الطبي.
وقبل أن يزداد وضعه الصحي سوءا بعث المعتقل "أبو دياك" رسالة مناشدة للوطنيين من أجل الضغط على سلطات الاحتلال بالسماح له بقضاء ساعاته الأخيرة في أحضان والدته وبجانب أحبائه من أهله، وأضاف أنه لا يريد أن يفارق الحياة وهو مكبل اليدين والقدمين.
وتخشى والدة "سامي" حين يرن الهاتف أن يكون نبأ استشهاد ابنها المعتقل، وتعلق: أريد ابني حيا، لا أريد أن يأتيني في كيس أسود.
في حين يقول رامي عزارة الأسير المحرر: "المعتقل "أبو دياك" -37 عاما- ابن مخيم جنين، مصاب بمرض سرطان الدم والعظام وينتشر في جسده العشرات من الأورام السرطانية، أحدها كتلة كبيرة على رأس المعدة وأخرى على شريان الدم الرئيسي الموزع لكل أنحاء الجسم.
ويتابع: انتقلت إلى جسده عن طريق الخطأ جرثومة خطيرة في إحدى العمليات الجراحية التي أجريت له مما أدى إلى دخوله في غيبوبة لمدة 40 يوما، وهو الآن لا يقوى على الألم إلا بعد حقنه بأقوى أنواع المسكنات، كما أن جسده الهزيل لم يعد يحتمل العلاج الكيماوي الذي يتلقاه".
ويضيف: حلم الأسرى داخل سجون الاحتلال وتحديدا المرضى منهم بأن يقضوا أيامهم وساعاتهم الأخيرة بين أحبائهم خارج الأسر، ولكن حالة أبو دياك قد تختلف عن غيرها من حيث خطورة وضعه الصحي والمرض المصاب به وذلك باعتراف إدارة مصلحة سجون الاحتلال.
ومنذ تدهور الوضع الصحي لأبو دياك، تجوب وقفات احتجاجية المدن الفلسطينية للتضامن معه، وصرخات تطالب بالإفراج عنه وجميع الأسرى المرضى، ورغم ذلك فإن (إسرائيل) ترفض الإفراج عنه.
بدورها قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن كافة الجهود التي بذلت للإفراج عن الأسير المريض سامي أبو دياك وصلت إلى طريق مسدود، بعد رفض سلطات الاحتلال ذلك.
وذكر حسن عبد ربه الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الاحتلال رفض كل محاولات الإفراج عن أبو دياك، في ظل وجود "قانون الإرهاب" الذي أقره الكنيست العام الماضي، ويقضي بمنع الإفراج عن أي أسير محكوم بالسجن المؤبد مهما كان وضعه الصحي، محذرا من استشهاده في أي لحظة، بسبب خطورة وضعه الصحي.
وبخصوص زيارة وفد طبي أوروبي لسجون الاحتلال، أوضح أن الاحتلال رفض سابقا السماح لكافة الجهات التي طلبت الاطلاع على أوضاع الأسرى، ومن المتوقع أن يتعامل الاحتلال بالمثل مع الوفد الأوروبي.
يشار إلى انه خلال الأسبوعين الماضيين تفاقمت حالة الأسير أبو دياك وبات معرضا للموت في أي لحظة، وجرى نقله عدة مرات لمستشفى "أساف هاروفيه"، بسبب إصابته بنزيف، حيث وصلت نسبة دمه إلى 4، وانخفاض منسوب السكر إلى 20، ونقصان حاد بالوزن وصل إلى قرابة 40 كغم.
وحملت الهيئة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته، داعية المؤسسات الدولية والحقوقية إلى التحرك الجاد والسريع لوقف هذه الجريمة الطبية التي ترتكب بحقه، والإفراج الفوري عنه، لكي يستطيع أن يُمضي أيامه الأخيرة بين أحضان والدته.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك 700 أسير مريض في سجون الاحتلال، منهم 170 حالة مرضية وخطيرة، 24 مصابا بالسرطان، و17 أسيرا يقيمون بشكل دائم في مستشفى الرملة، أخطرها حالة سامي أبو دياك.