بعد منع اجباري من دخول البحر بسبب المنخفضات المتتالية التي ضربت قطاع غزة الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي، عاد الصياد خالد الهسي لمهنته التي يعتاش منها منذ 15 عاما، جالبا معه من خيرات البحر السمك الوفير.
أسماك بكميات كبيرة وأنواع مختلفة كانت من نصيب الهسي وزملاءه الذين أبحروا بعد المنخفض، لتمتلئ الأسواق الغزية بأنواع عدة من الأسماك والغير متوفرة في الأسواق دائما.
وفرة الأسماك في الأسواق خفضت أسعارها، وهو ما أوجد حالة رضى عند المستهلكين بعد أن أصبحت أنواع من الأسماك في المتناول، رغم أنه من المعروف أن سعرها مرتفع.
ربح وفير
وقال الهسي إن المنخفض قرّب الأسماك من شاطئ بحر غزة وأحضر أنواع مختلفة من الأسماك، كالغزال والأقلام وطرخونة وفتال وبوري وفريدي والسلاطين والقرش.
الأسماك سابقة الذكر كانت مرتفعة الثمن، إلا أن وفرتها جعلتها حاضرة على موائد الغزيين خلال الأيام الماضية.
ووصل سعر سمك الغزال إلى 18 شيكلا في حين كان سعره لا يقل عن 30 شيكل، والأقلام بـ 20 شيكلا وهو ما يشتريه المستهلكين عادة بـ 35 شيكلا، أما سمك الطرخونة الذي يُباع بعد المنخفض بـ 20 شيكلا فسعره المعروف لا يقل عن 33 شيكلا، وكذلك الفتال الذي يُباع بـ25 شيكلا.
في حين يُباع سمك الفريدي بـ18 شيكلا حاليا وهو سعر رخيص مقارنة بـسعره قبل المنخفض، وكذلك البوري الذي يُباع بـ18 شيكلا.
وعلى أثر الانخفاض في الأسعار السابقة، شهد سعر سمك السردين انخفاضا أيضا، حيث كان يباع الكيلو ب12 شيكلا، وحاليا يباع بـ8 شواكل.
ولفت الهسي إلى أن المنخفضات تعتبر مواسم خير للصيادين، وهو ما يدفعهم للدخول إلى البحر بعد انتهاء المنخفض لما سيجلبونه من ربح وفير.
وأكد أن كمية الأسماك التي اصطادها الصيادين من بحر غزة خلال أسبوع، لم يشهدها منذ سنوات.
وشهد قطاع غزة، الأسبوعين الماضيين، منخفضين قطبيين، مصحوبين بعواصف رعدية وبرقية، وغزارة أمطار، إذ وصلت معدلات الهطولات المطرية، في قطاع غزة بنحو 356 ملم، بحسب سلطة المياه.
بدوره، أرجع رئيس لجان الصيادين في غزة زكريا بكر، سبب وفرة الأسماك في السوق إلى الرياح القوية والتيارات التي صحبت المنخفض، "وهو ما يقرّب الأسماك من الشاطئ".
وقال بكر إن الصياد ينتظر انتهاء المنخفض على أحر من الجمر، لأنه يعلم أن اليوم التالي هو يوم خير وفير وبركة في الرزق تصل لأطنان من السمك ما يعوض الصياد خسائره التي تلحق به بسبب تقليص مساحة الصيد واعتداءات الاحتلال وارتفاع أسعار المحروقات.
ويقدر بكر فترة السمك الوفير بعد المنخفض بخمسة أيام، وبعد ذلك تعود الأسماك إلى أعماق البحر.
وكان قرار التصدير الذي أصدرته وزارة الزراعة مخصص لـ 60% من أسماك المزارع، و40% من أسماك البحر، ما يعني أنها سمحت بتصدير طنين من السمك أسبوعيا، وهو ما يوازن بين حاجة السوق المحلي وربح أكبر للصياد من التصدير.
ويعمل في مهنة الصيد أكثر من 3 آلاف صياد، وحوالي 500 شخص مرتبط بمهنة الصيد (حرفيون ومتاجر أدوات الصيد)، حسب إحصائية صادرة عن وزارة الزارعة في غزة.