قائد الطوفان قائد الطوفان

دبلوماسية "إسرائيلية": تطبيع العلاقات مع السودان ليس سهلا

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

القدس المحتلة- الرسالة نت

قالت دبلوماسية "إسرائيلية" إن "اللقاء الرسمي الأول بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان يسلط الضوء على ما تحتاجه الخرطوم من تل أبيب، مع أنها تبذل جهودا حثيثة لإزالة العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة عليها، وشطب اسمها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، ومشاريع مشتركة مثل الزراعة والصحة والمياه والطاقة والاتصالات قد تزيد في أهميتها عن التطبيع مع إسرائيل".

وأضافت رينا باسيست-بروشنين في مقالها على موقع المونيتور، " أن "البرهان وصلته دعوة لزيارة العاصمة الأمريكية واشنطن بعد يوم واحد من لقائه سراً مع نتنياهو في العاصمة الأوغندية عنتيبي، واتفاقهما على تطبيع العلاقات، بعد أن كانت السودان بالنسبة لإسرائيل دولة معادية، لكنه اليوم يسير في المسار الايجابي، وفق ما أعلن نتنياهو ذاته".

وأشارت بروشنين، التي عملت سابقا بوزارة الخارجية، ومساعدة للسفير الإسرائيلي في كولومبيا، أن "وزير الخارجية الامريكي مايك بومبياو بارك خطوة البرهان، لأنه معني بمساعدة بلاده للعبور نحو التمدن، وإخراجها من العزلة، ووضع مكان لها على الخارطة، ولذلك فإن الإنجاز السياسي لنتنياهو لم يحظ بالثناء فقط بتل أبيب، وإنما بواشنطن أيضا، فقد شكر بومبياو شجاعة البرهان في تطبيع العلاقات مع اسرائيل".

واستدركت الكاتبة بالقول أن "الصورة في السودان كانت مغايرة لما هو الحال في تل أبيب، فقد بدت الحكومة هناك حذرة إزاء هذا التطور اللافت، وأعلنت ان البرهان لم يبلغها مسبقا باللقاء، ولم يتشاور مع أحد عشية سفره إلى أوغندا، ولذلك فإن طريق تطبيع علاقات البلدين لن تكون معبدة كما أعلن ذلك نتنياهو، لأن علاقات البلدين حافلة بالعواصف الصعبة".

وأوضحت أن "العداء المتبادل بين السودان وإسرائيل نابع من مسألتين: الصراع مع الفلسطينيين وإيران، ففي يناير 2009 هاجمت طائرات إسرائيلية قافلة أسلحة إيرانية في الصحراء السودانية، وفي أبريل من العام ذاته تم إغراق سفينة مقابل شواطئ السودان مليئة بالأسلحة الايرانية المتجهة في طريقها لقطاع غزة، وقد اتهمت الخرطوم إسرائيل بهذين الهجومين لمنع إيصال الأسلحة إلى غزة".

وأضاف بروشنين، الصحفية في القسم الدولي بالإذاعة الإسرائيلية، وتنقلت بين باريس وبروكسل ونيو أورلينس وبريتوريا، وتعمل بوكالة الانباء الأمريكية، وجيروزاليم بوست، أنه "بعد إسقاط الرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019، تغيرت أولويات الدولة الافريقية، واليوم يسعى زعماؤها الجدد للابتعاد عن إيران، لكن السؤال يبقى مطروحا عما يسعون إليه من اسرائيل".

وأكدت أنه "منذ وصوله للسلطة في فبراير 2009، بذل نتنياهو جهودا حثيثة لتطبيع علاقات إسرائيل بالدول الافريقية، في مسعى منه لإعادة الجانبين لبعضهما البعض، وأعلن عدة مرات ان هذه القارة تحتل مكانة هامة في سلم أولويات إسرائيل الدبلوماسية، ولم يخف رغبته بأن تغير هذه الدول توجهاتها التصويتية في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية باتجاه إسرائيل إيجابيا، لأنها تخوض صراعها مع الفلسطينيين على المستوى الدولي".

وأشارت أن "إسرائيل لديها رغبة في ضخ المزيد من استثماراتها في المجالات العديدة في هذه القارة، لاسيما في مجالات الزراعة وإدارة الموارد المائية والتكنولوجيا والتجديد في الطب وسواها، كما أن الخبرة الإسرائيلية الطويلة في مجال الزراعة مطلوبة جدا في السودان، خاصة في المناطق التي تعاني من المجاعة".

وختمت بالقول ناقلة عن دبلوماسي إسرائيلي أن "هناك سببا آخر تسعى إليه إسرائيل من توثيق علاقتها بالسودان، ويهدف إلى عزل إيران، رغم أننا كنا نسعى لأن يحصل التواصل الإسرائيلي السوداني مع جهات مدنية في الدولة، وليس مع البرهان مباشرة، لأننا نريد صناعة سلام، وإقامة العلاقات مع الشعب السوداني، وليس مع جيشه فقط".

عربي21

البث المباشر