أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد حتى الآن علاج فعال لوباء فيروس كورونا الجديد، يأتي ذلك بينما اتسعت أمس الأربعاء إجراءات الحجر الصحي والقيود عبر الصين وخارجها للقضاء على الوباء الذي أعلنت الصين تسجيلها 70 حالة وفاة جديدة به في يوم واحد، ليرتفع عدد الوفيات إلى 249 ويتجاوز عدد المصابين 24 ألفا.
وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنه خلال الساعات الـ24 الماضية، سُـجل أكبر عدد من الحالات خلال يوم واحد منذ ظهور الفيروس.
وأضاف أن أكبر ما يقلق المنظمة هو قدرة الوباء على الانتشار في دول لديها أنظمة صحية ضعيفة، ولا تقدر على الكشف عن الفيروس والتعامل معه.
ووجهت منظمة الصحة العالمية الأربعاء نداء لجمع 675 مليون دولار، معلنة أنها سترسل 500 ألف قناع و350 ألف قفاز إلى 24 بلدا، فضلا عن إجراء 250 ألف فحص في أكثر من سبعين مختبرا في العالم.
تفاقم الوضع بالصين
من جانبها، أعلنت السلطات الصينية أن لجنة الصحة في إقليم هوبي وسط البلاد وعاصمته ووهان سجلت 70 حالة وفاة جديدة و2987 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا يوم الأربعاء.
وبهذا يصل العدد الإجمالي للوفيات بالإقليم إلى 549 حالة بحلول نهاية الخامس من فبراير/شباط.
وإقليم هوبي هو مركز تفشي فيروس كورونا الجديد، وهو معزول فعليا منذ ما يقرب من أسبوعين مع إغلاق محطات القطارات والمطارات والطرق فيه، حيث تم رصد الفيروس أول مرة في ووهان ويعتقد أن مصدره سوق للمأكولات البحرية وحيوانات برية بالمدينة.
وبعد وضع مدينة ووهان وإقليم هوبي تحت الحجر الصحي عمليا، فرضت مدن أخرى في شرق البلاد قيودا على عشرات الملايين من السكان.
وأظهرت صور بثتها شبكة إي بي سي التقطتها طائرة مسيرة كيف تحولت مدينة ووهان الصينية المعروفة بنشاطها وازدحامها إلى مدينة أشباح، إثر انتشار فيروس كورونا الجديد. وتُـظهر الصور خلو المدينة التي يسكنها نحو 11 مليون نسمة. كما تُـبين إغلاق السلطات للمحلات التجارية والطرق، تفاديا لتفشي الفيروس القاتل.
وفي الصين تزداد إجراءات الحجر الصحي صرامة، حيث أعلنت مدن عدة في البلاد إجراءات حـجـر صحي. كما شددت العاصمة بكين تدابير الوقاية للحد من انتشار الفيروس.
وبدأت مدن عدة في إقليم شيغيانغ (شرق) التي تبعد مئات الكيلومترات عن هوبي منذ الثلاثاء تطبيق إجراءات مشددة جديدة بشأن تنقل الأشخاص.
وقالت وزارة الصحة الصينية الأربعاء "علينا اتخاذ إجراءات بالغة الصرامة للقضاء على كافة أشكال الأعمال المثيرة للاضطراب التي تنفذها قوى معادية".
إصابات حول العالم
في الأثناء تم الكشف عن نحو 200 إصابة خارج الصين في عشرين بلدا. وسجلت حالة وفاة واحدة نسبت لفيروس كورونا في الفلبين.
وقبالة اليابان في يوكوهاما سيبقى 3700 شخص من جنسيات مختلفة عالقين لفترة 14 يوما على الأقل، في سفينة الرحلات السياحية، وذلك بعد اكتشاف عشر الحالات من الإصابة بالفيروس في السفينة.
وفي هونغ كونغ عزل 1800 شخص في الميناء الأربعاء حتى إجراء فحوصات طبية، وذلك بعد اكتشاف ثلاث حالات على السفينة التي تقلهم.
وأعلنت السلطات المحلية الثلاثاء أول إصابة فيها، وأغلقت معظم نقاط العبور إلى باقي الصين، وأعلن أنه ابتداء من السبت المقبل سيفرض الحجر الصحي لأسبوعين على كل القادمين من اليابسة الصينية.
وأعلنت شركتا الطيران الأميركيتان يونايتد إيرلاينز وأميركان إيرلاينز الأربعاء تعليق رحلاتهما إلى هونغ كونغ، وذلك بعد وقف رحلاتهما إلى الصين.
كما أوقفت السلطات الإندونيسية مساء الأربعاء الرحلات الجوية مع الصين، مما أدى إلى بقاء آلاف السياح عالقين في جزيرة بالي السياحية.
وشددت دول أخرى إجراءاتها، وبدأت إيطاليا، حيث تدهور الوضع الصحي لمصابين اثنين فيها، مراقبة حرارة كل القادمين إلى مطاراتها بكاميرات حرارية.
كما تشيد فيتنام مستشفيات ميدانية لمواطنيها العائدين من الصين.
وفي الولايات المتحدة الأميركية قالت إدارة الخدمات الصحية في ولاية ويسكونسن إن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية أكدت حدوث الإصابة الـ12 بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة.
وقالت الإدارة إن المريض سافر مرات عدة إلى بكين قبل مرضه وتعامل خلال وجوده بالصين مع أشخاص تبينت إصابتهم.
ومع حالة الشلل والقيود المفروضة وشبه العزلة عن العالم، قد يتأثر الاقتصاد الصيني لأمد بعيد. ومُددت عطلة السنة الجديدة إلى نهاية الأسبوع في العديد من مقاطعات الصين وستبقى معظم الشركات والمصانع مغلقة حتى 9 فبراير/شباط على الأقل.
المصدر : الجزيرة + وكالات