قائد الطوفان قائد الطوفان

قبل إعلان الصفقة.. الاستيطان يتمدد والسلطة تتفرج

غزة- محمد عطا الله

ترتفع وتيرة البناء الاستيطاني والسيطرة وسرقة الاحتلال لما تبقى من الأراضي الفلسطينية في الضفة المحتلة، بشكل جنوني، حتى قبل الإعلان الرسمي عن بدء تطبيق ما يُعرف بصفقة القرن الأمريكية التي يواصل الاحتلال استكمال تنفيذ خطواتها على أرض الواقع.

ويدلل على ذلك إعلان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الخميس، أنه يعتزم إقامة مستوطنتين جديدتين في القدس المحتلة، تشمل قرابة ال 6000 وحدة سكنية، إلى جانب ذلك قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن لجنة التخطيط والبناء ستوافق على بناء أكثر من 1900 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة المحتلة.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل قرر وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت منع البناء الفلسطيني في المناطق المتاخمة أو المطلة على المستوطنات في الضفة الغربية والمصنفة Bحسب اتفاقية "أوسلو" وذلك في خطوة جاءت بعد محاربته للبناء الفلسطيني في المناطق المصنفة C.

وذكرت القناة السابعة العبرية أن بينيت أوعز لما يسمى بالمستشار القضائي لوزارته بإصدار الأمر بمنع عمليات البناء الفلسطينية في المناطق القريبة من مستوطنات "شيلو، عيلي" إلى الجنوب من مدينة نابلس والواقعة ضمن مناطق Bوالخاضعة إداريا ومدنيا للسلطة الفلسطينية.

ويأتي القرار في خضم حرب يشنها بينيت على البناء في المناطق المصنفة Cوالتي تشكل ما مساحته 60% من أراضي الضفة الغربية.

في المقابل؛ تواصل قيادة السلطة التلويح بتهديداتها "فارغة المضمون" حول استعدادها لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ووقف العمل بالاتفاقيات الموقعة وسحب الاعتراف، في حال بدأ تطبيق صفقة القرن عمليا على أرض الواقع؛ فيما تجاوز التوسع الاستيطاني والضم تطبيق الصفقة بدرجة كبيرة.

وكان رئيس حكومة رام الله محمد اشتية أعلن أول أمس عن جاهزيتهم لوقف التنسيق الأمني في حال طبقت (إسرائيل) صفقة القرن على أرض الواقع، لافتا إلى قدرتهم تحمل تبعات هذا القرار.

تناقض المواقف

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن التوسع الاستيطاني يعكس رؤية دولة الاحتلال في إتمام مخططها المتمثل في السيطرة على أجزاء كبيرة من الضفة تمهيدا لإعلان الضم بشكل نهائي وهي المرحلة الأخيرة من الصفقة.

ويوضح الغريب في حديثه لـ"الرسالة" أن هذا الأمر يتزامن مع تشكيل نتنياهو لجنة لرسم الحدود ومهمتها بالدرجة الأولى ترسيم دولة الاحتلال وفق الرؤية التي تتماشى مع دولة الاحتلال، لافتا إلى أن رئيس هذه اللجنة هو السفير الأمريكي في (تل ابيب) ورئيس جمعية سابق لدعم الاستيطان والمستوطنات ديفيد فريدمان.

ويبين أنه لا يوجد حتى اللحظة قرار فلسطيني علمي مجابه للإجراءات سوى التصريحات الإعلامية فقط، والموقف الفلسطيني لازال ينم عن عدم جدية السلطة في اتخاذ أي خطوة عملية ضد الاحتلال سواء وقف التنسيق او سحب الاعتراف او غيره.

ويشير الغريب إلى أن ذلك يدل على أن السلطة لا زالت تمارس التدليس والكذب والسير على نهج التنسيق الأمني، منوها أن هذه التصريحات تأتي لامتصاص غضب الراي العام الفلسطيني بالدرجة الأولى ولا تنم عن مواقف حقيقية.

نتيجة أولى
ويرى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي نضال وتد أن بناء 7100 وحدة سكنية جديدة هو النتيجة الأولى لخطة ترامب- نتنياهو المعروفة بصفقة القرن، وهذا الرقم أعلنه خلال أقل من 48 ساعة الأخيرة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه نفتالي بينت.

ويوضح وتد في مقال له أن الإعلانين وإن كانا لا يخلوان من التنافس الانتخابي، لكنهما يعكسان بالأساس السرعة التي يبديها الاحتلال في قطف ثمار الدعم الأميركي المطلق مقابل التلكؤ العالمي والصمت العربي.

ويبين أن مقابل هذين الإعلانين، لا يزال الفلسطينيون، وللدقة، الشعب الفلسطيني، ينتظر زيارة رئيسه، محمود عباس، لغزة، كخطوة تنفيذية أولى، لتحقيق الوعود والتصريحات بالسعي لاستعادة الوحدة الوطنية، ووقف الانقسام الفلسطيني.

ويختم "يبدو للأسف أن ذلك شبه مستحيل لاستمرار الاتصالات مع الطرف الإسرائيلي، كما هو حال السلطة الفلسطينية في رام الله، من خلال التنسيق الأمني، وما يسمى بلجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي".

البث المباشر