لحظة واحدة فصلت بين عالم يتصرف بانتظام وفق أجندة وأولويات داخلية وخارجية ليتخلى عن هذا النظام والترتيب خوفاً بعد اكتشاف كورونا والذعر المبالغ فيه في اللحظة الأولى أربك العالم وجعله يتصرف بإيحاء هذه الربكة والذعر .
عالم رأسمالي طفيلي مصاص دماء يلاحق العامل البسيط الذي يتقاضى أجراً زهيداً من خلال الدعاية والتضليل ، كان يدعو للاكتظاظ والاختلاط واختصار المسافات وتسهيل العبور والتنقلات بحثاً عن المال ومطاردة لقوت الفقراء من خلال شراء الموارد الأساسية وتحويلها لسلع استهلاكية بأسعار خيالية باهظة، ليتخلى عن دعواته السابقة ويفرض إجراءات ويعمم تعليمات محقة ومبررة لكنها أطاحت في النظام السابق.
هذا العالم كان متاحاً دون الفلسطينيين، كانت المطارات والموانئ ومعابر المرور ميسرة مسهلة إلا على المحاصرين تحت الاحتلال .
هذه الصعوبة وهذا الذعر المؤقت الذي يواجهه العالم ويرتسم على ملامحه ويُعلّم في جلده يعيشه الفلسطينيون يومياً على مدار قرن من الزمان محروساً من هذه المنظومة، فكورونا الوباء ذكرت الأقوياء شرطة العالم .... لاعبيه المؤثرين أن لقوتهم حدود، وأومأت للفلسطينيين أن لا حياة مع كورونا الاحتلال .
لا بد من الخلاص ولن يتحقق الخلاص إلا بوقفة رجل واحد يعيشها الفلسطينيون رسالة كل من مكانه ، حركة متكاملة تتصل بأهدافه التي يسعى لتحقيقها، خلية نحل لا تتوقف بحثاً عن أواصل الحياة ، شروط المواطنة والانتماء، عناصر الهوية والشخصية الوطنية الاعتبارية الجامعة .
هذه الخصوصية تمنح الفلسطينيين حرية الحركة والتنقل والحقوق المصونة في كل مكان دون تطاول أو تضييق أو أذونات من أحد .
هذا العالم الرأسمالي الذي نهب النفط والغاز من شعوب وأمم غالبيتها لم تكتنز سيارات أو دراجات، اليوم يكتوي بالنار مثل غيره من الشعوب على درجة واحدة، فهل كورونا الوباء يوقظ الأغنياء من سكرتهم والشعوب المحتلة بشكل مباشر وغير مباشر من غفوتها لتنهض بثورة تخلصها من كورونا الاحتلال وكورونا الوباء!؟