قائد الطوفان قائد الطوفان

معارك إدلب في مرحلتها الثالثة

انخراط تركي واسع وحرب جوية وبرية متزامنة وخسائر فادحة للنظام

الرسالة نت - دمشق

دخلت أمس الأحد، المعارك في الشمال السوري بين النظام وداعميه وقوات المعارضة مدعومة بتركيا مرحلتها الثالثة منذ انهيار اتفاق سوتشي وبدء النظام حملته العسكرية لاستعادة المناطق التي في يد المعارضة.

وتميزت المرحلة الجديدة بانخراط تركيا الواسع، ودخول قوي لطائراتها المقاتلة، مقابل تراجع لقوات النظام وتقدم للمعارضة المسلحة في أكثر من جبهة.

وأعلنت اليوم وزارة الدفاع التركية إسقاط مقاتلتين تابعتين للنظام السوري من نوع سوخوي 24 إثر مهاجمتهما مقاتلات تركية، وتدمير ثلاثة أنظمة دفاع جوي، في حين أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام عن إسقاط ثلاث مروحيات تركية في إدلب.

من هجوم النظام إلى تراجعه

ويمكن القول إن الوضع في إدلب وما حولها مر خلال الأسابيع الماضية بثلاث مراحل على النحو التالي:

- المرحلة الأولى: تمثلت في الهجوم البري الواسع لقوات النظام مدعومة بغطاء جوي واسع من الروس تمكنت خلاله من السيطرة على مساحات واسعة في ريفي حلب الغربي وإدلب وريف حماة.

- المرحلة الثانية: بعيد هذا الهجوم الكاسح من قبل قوات النظام تدخلت تركيا وأرسلت تعزيزات عسكرية، خصوصا بعد تعرض بعض نقاط المراقبة التابعة لها لاستهداف من قبل قوات النظام والمليشيات التي تقاتل إلى جانبه.

وخلال هذه المرحلة بدأت المعارضة -بغطاء تركي- استعادة جزئية لزمام المبادرة، وتمكنت من كسر خطوط الدفاع للنظام في ريف إدلب، حيث سيطرت بعد عدة محاولات على النيرب ثم سراقب، لكن قوات النظام كانت في الوقت ذاته تمدد نطاق سيطرتها في جبهات أخرى.

- المرحلة الثالثة: بدأت هذه المرحلة بعد مقتل الجنود الأتراك ودخول الطائرات المسيرة التركية ذات الفعالية الواضحة في الميدان، ويمكن القول إنها بدأت بشكل فعلي صباح اليوم بعد انتهاء المهلة التي منحتها تركيا لقوات النظام السوري للعودة إلى ما قبل حدود اتفاق سوتشي.

وتميزت هذه المرحلة بهجمات تركية واسعة أوقعت خسائر فادحة في صفوف قوات النظام.

درع الربيع

وبينما كانت الطائرات المسيرة التركية تدك عشرات المواقع التابعة للنظام خرج وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ليعلن أن التحرك العسكري الجديد جاء ضمن عملية أطلق عليها "عملية درع الربيع ضد قوات النظام السوري في إدلب بدأت عقب الاعتداء الغادر على القوات التركية في 27 فبراير/ شباط الماضي".

وقدم أكار حصيلة لنتائج العملية منذ انطلاقتها، حيث كانت خسائر النظام حتى الآن "تحييد 2212 عنصرا وتدمير طائرة مسيرة وثماني مروحيات و103 دبابات و72 من المدافع وراجمات الصواريخ وثلاثة أنظمة دفاع جوي"، بالإضافة إلى مقاتلتي سوخوي 24.

كما أكدت وكالة الأناضول أن مطار النيرب العسكري في حلب خرج من الخدمة بعد استهدافه من قبل الجيش التركي.

وضمن تفاعلات هذه العملية في الداخل التركي، يتوقع أن يعقد البرلمان التركي الثلاثاء جلسة مغلقة للاستماع إلى وزيري الدفاع خلوصي أكار، والخارجية مولود جاويش أوغلو بشأن آخر التطورات في إدلب شمالي غربي سوريا.

مناطق القصف

وتتزامن هذه التطورات مع تكثيف الجيش التركي قصفه المدفعي وبالطائرات المسيرة لعشرات المواقع التابعة للنظام في ريفي إدلب وحلب منذ ليلة أمس، واستعادة المعارضة قرى جديدة في المنطقة.

وقال مراسل الجزيرة في وقت سابق إن القصف التركي تركز بشكل كبير في محيط مدينتي سراقب ومعرة النعمان وقرى جبل الزاوية بريف إدلب، بالإضافة إلى مواقع في ريف حلب الغربي.

وأشار كذلك إلى أن طائرات مسيرة تركية استهدفت مواقع قوات النظام في حي جمعية الزهراء ومطار النيرب العسكري بحلب.

وقد تزامن استهداف مواقع النظام مع اشتباكات عنيفة خاضتها المعارضة السورية في ريف إدلب أسفرت عن تقدمها ودخولها إلى قرى القاهرة وقليدين والعنكاوي في سهل الغاب بريف حماة كما يقول المراسل.

ونقل عن المعارضة أنها قتلت عشرات الجنود ودمرت عددا من الآليات، كما تصدت لمحاولات قوات النظام التقدم في جنوب سراقب، وذكر أن المعارضة سيطرت على بلدتي سفوهن والفطيرة بريف إدلب الجنوبي.

كما أفاد مراسل الجزيرة بأن تسعة مسلحين من حزب الله اللبناني قتلوا، وأصيب عدد آخر في المعارك.

وبالتوازي مع ذلك، يرتفع عدد قتلى غارات النظام وروسيا على إدلب وريف حلب إلى ثمانية مدنيين.

قتلى إيرانيون

وعلى صعيد آخر، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن 21 مقاتلا من لواءي "فاطميون" و"زينبيون" قتلوا أثناء المواجهات المسلحة الأخيرة في إدلب.

وقد دعت قيادة القوات الإيرانية في سوريا -التي تعرف نفسها باسم المركز الاستشاري الإيراني بسوريا- أنقرة إلى التصرف "بحكمة" لضمان مصالح الشعبين التركي والسوري.

وأفاد المركز بأن القوات التركية في سوريا كانت في مرمى "قوات المقاومة" طوال الشهور الماضية، لكن لم يتم استهدافها نتيجة الاتفاقيات السياسية وقرار القيادات العسكرية.

وأضاف أن "القوات التركية استهدفت قواتنا الأيام الماضية، وعلى الرغم من جهودنا لحل الوضع فقد استمرت الهجمات التركية، مما أدى إلى مقتل عدد من أفراد قواتنا".

الجزيرة نت

البث المباشر