طال الحجْر الصحي عددا من الأسرى في سجون الاحتلال بعد أن ادعت مصلحة السجون (الإسرائيلية)، أن الأسرى اختلطوا مع طبيب (إسرائيلي) تبيّن إصابته بفيروس "كورونا".
ولم يسلم الأسرى في سجونهم المظلمة من الحجر الصحي، وهو ما يزيد من معاناتهم في بيئة تفتقر لأدنى المقومات البيئية والصحية.
وفرضت مصلحة السجون (الإسرائيلية) الحجر الصحي على عدد من الأسرى، في ظل تخوفات من وصول الفيروس للأسرى، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد الذي يعانون منه.
إجراءات صحية معدومة
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن الاحتلال عزل عددا من الأسرى، حيث جرى نقلهم من سجن النقب الصحراوي إلى سجن عسقلان.
بدورها، حمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الأسرى، داعيةً لاتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن سلامتهم.
وذكر رئيس الهيئة قدري أبو بكر، أن مصلحة السجون توزّع آلاف الأسرى على 25 سجنا ومركز توقيف فقط، في وقت تفتقر فيه هذه السجون لأدنى درجات السلامة والمقومات الصحية.
وأكد أبو بكر أن السجون عالية الرطوبة وعديمة التهوية ومأوى للحشرات والصراصير والفئران وهو ما يضع الأسير في بيئة صحية غير سليمة.
وتساءل أبو بكر: "كيف ستتخذ مصلحة السجون الإجراءات الصحية لمنع وصول كورونا في ظل انعدام إجراءات الوقاية، إدارة السجون لم توفر أيا من مواد تعقيم أو تنظيف، والتي يمكن أن تساعد الأسرى في حماية أنفسهم، خاصة أنها قلصت مؤخرا مواد التنظيف".
وطالب نادي الأسير، منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الحقوقية، بتحمل مسؤولياتها تجاه الأسرى، والضغط على حكومة الاحتلال لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشار الفيروس، وفي مقدمتها توفير مواد التعقيم والمنظفات داخل الأقسام، وإعطاء الأسرى إرشادات تمكنهم من المساهمة في إجراءات الوقاية.
وفيما يخص قرار وزير الأمن (الإسرائيلي) جلعاد أردان بتجميد جميع الزيارات للسجناء الأمنيين الفلسطينيين، على خلفية انتشار فيروس كورونا، قال أبو بكر: "إدارة السجون الإسرائيلية مطالبة بإيجاد بدائل عن وقف زيارات أهالي الأسرى لمنع تفشي كورونا".
وأضاف: "فهي مطالبة بإدخال كافة احتياجات الأسرى عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر كبديل عن الأهالي، وتوفير مواد التعقيم والتنظيف، خاصة أن السجون أماكن مغلقة ومكتظة، إضافة إلى أن بعضها لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية".
وكان جلعاد أردان قد أصدر تعليماته الأسبوع الماضي لمصلحة سجون الاحتلال، بمنع الزيارات العائلية للأسرى الفلسطينيين، "فيما يدرس وزير الحرب نفتالي بينيت، إغلاق جميع أرجاء الضفة المحتلة بحجة منع تفشي فيروس كورونا".
ونص قرار أردان على "عدم السماح للزائرين من مناطق السلطة الفلسطينية بدخول السجون"، في أعقاب تسجيل 20 إصابة في الضفة.
وجاء في بيان صدر عن أردان: "وقف الزيارات إلى السجون أمر حتمي ولازم نظرا للواقع، حيث أن وصول كورونا إلى السجون يمكن أن يؤدي إلى إصابة جماعية للسجناء وحراس السجن ويجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنع حدوث مثل هذا السيناريو".
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال 5 آلاف أسير وأسيرة، من بينهم قرابة 180 طفلا، و700 أسير يعانون من أمراض مختلفة، ومنهم أكثر من 200 يعانون من أمراض مزمنة وهم من ذوي المناعة الصحية المتدنية.