هاجم رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، مساء اليوم السبت، سياسة رئيس الحكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في مواجهة وباء كورونا المستجد، غير أنه أكد استعداده للانضمام إلى حكومة وحدة بين الليكود و"كاحول لافان" يرئسها نتنياهو.
جاءت تصريحات ليبرمان في مقابلة أجراها مع القناة 12 الإسرائيلية، شدد خلالها على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة، لمواجهة أزمة كورونا والتبعات الاقتصادية التي قد تترتب عليها، مستهجنا تفرد نتنياهو لاتخاذ القرارات.
وقال ليبرمان: "وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة، أزمة كورونا ستخلف مليون عاطل عن العمل ونسبة النمو ستصل إلى الصفر"، وأضاف "نحن ندخل في حالة من الركود بدون لجنة مالية في البرلمان (في إشارة إلى قرار الليكود تعطيل عمل الكنيست)".
وتابع "أول مريض على الأرجح سيموت دون سبب هو الاقتصاد الإسرائيلي. لم يكن الوضع الاقتصادي كما هو عليه اليوم من سوء- حتى بعد حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973)".
واستطرد ليبرمان: "مليون عاطل عن العمل.. سيحدث ذلك زلزالا، ليس سياسيًا فقط واجتماعيًا كذلك. حتى عندما يقوم رئيس الوزراء بإلقاء الأرقام، أين مصدر المال؟ نحن في عجز قدره 50 مليار شيكل".
واعتبر أن البيان الصادر عن مكتب رئيس الحكومة بهذا الخصوص "تخلق حالة من الاكتئاب والارتباك - لا يمكنك العمل بهذه الطريقة. وكما تغلبت الصين على الوباء، فسنفعل نحن كذلك".
حول السياسات التي اعتمدتها الحكومة الإسرائيلية في مواجهة كورونا، قال ليبرمان: لا يمكن لنتنياهو أن يصبح ماو تسي يونغ (الرئيس الأول لجمهورية الصين الشعبية). المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية معطل والحكومة الانتقالية معطلة، إنه يتصرف بمفرده منح لنفسه جميع الصلاحيات".
وقال: "يستغل أزمة كورونا ليتجاوز العملية السياسية. لا أتذكر أننا استخدمنا مثل هذه الأدوات (في إشارة إلى قرار تعقب المصابين بفيروس كورونا عن طريف أدوات تقنية تديرها الشاباك) ضد المدنيين دون موافقة الكنيست".
وخلال المقابلة، جدد ليبرمان دعوته لنتنياهو ورئيس قائمة "كاحول لافان، بيني غانتس، لتشكيل حكومة وحدة، مؤكدًا أنه على استعداد للانضمام إلى حكومة وحدة بمعزل عن القرار حول هوية من يرأسها أولا، غانتس أو نتنياهو.
وقال: "يجب أن نجند حالة من التوافق الواسع في الآراء بين الناس. سأوافق على حكومة يرأسها غانتس، وسأوافق أيضًا على حكومة يرأسها نتنياهو إذا كان هناك اتفاق بين الحزبين الرئيسيين. في حالة لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن الحالة ستسوء ".
يشار إلى أن خبراء اقتصاد قدروا حجم خسائر إسرائيل المباشرة وغير المباشرة نتيجة تبعات تفشي جائحة كورونا، بـ 45 مليار شيكل، ونقلت القناة 12 الإسرائيلية، بداية الأسبوع الماضي، عن خبراء إسرائيليين قولهم، إن الإجراءات الأخيرة المتبعة التي أعلنتها حكومة تل أبيب بشأن خفض عمل القطاع الخاص بنسبة 70% وإعلان الطوارئ في القطاع العام، "سيفاقم من الخسائر".
والإثنين الماضي، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ في القطاع العام، ضمن إجراءات جديدة للحد من انتشار فيروس كورونا، شملت أيضا الاستعانة بوسائل وتقنيات أمنية. ووصل إجمالي المصابين بفيروس كورونا بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية إلى 298 حالة.
وأوردت القناة، أن تراجعا سيطرأ على نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي بسبب انتشار الفيروس محليا وخارجيا، وأن "تأثير الفيروس عالميا ستكون له تداعيات محلية". وبداية الأسبوع الماضي ذكر تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن إسرائيل ستخسر 8 مليارات شيكل حتى نهاية الشهر الجاري، بفعل الإجراءات المتخذة لمواجهة الفيروس.
وأوضحت الصحيفة، أن الخسائر ستكون فقط من "خزينة الدولة" ولا تشمل خسارات القطاع الخاص، والقطاع العام من جزئيات أخرى. وبينت أن هذا الرقم من الخسائر، سيكون فقط نتيجة عدم تحصيل ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة، وضرائب الشراء والتعريفات، مع زيادة الإنفاق الحكومي.
المصدر: عرب 48