قائد الطوفان قائد الطوفان

الاحتلال يصعد انتهاكاته مستغلا الانشغال الدولي بـ"كورونا"

غزة- محمد عطا الله

صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكاتها واعتداءاتها المتواصلة بحق الفلسطينيين في مختلف المناطق، من خلال سرقة الأراضي والتوسيع الاستيطاني إلى جانب تهويد وتدنيس المسجد الأقصى وحملات الاعتقالات والاقتحامات اليومية؛ مستغلة الانشغال العالمي والدولي بوباء كورونا.

وخلال شهر مارس الماضي، اقترفت قوات الاحتلال وجماعات من المستوطنين 1704 انتهاكا في الضفة والقدس تمثلت بالاقتحامات والاعتقالات، وهدم المنازل والمنشآت والطرقات الزراعية وتدمير محاصيل زراعية، ومصادرة الممتلكات والبركسات، ووضع اليد على الأراضي لتوسيع المستوطنات.

وأفاد تقرير صادر عن الدائرة الإعلامية لحركة "حماس" في الضفة الغربية، بأن الاحتلال الإسرائيلي صعّد من انتهاكاته ضد الفلسطينيين خلال شهر مارس 2020 مما فاقم معاناة المواطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة خاصة في مواجهة فيروس كورونا، الذي تصاعد ليشكل تهديدا عالميا.

ورصد التقرير الدوري استمرار قوات الاحتلال بارتكاب اعتداءاتها على الفلسطينيين، حيث بلغ عدد حالات الاعتقال 302، والاحتجاز 53، كما نفذت قوات الاحتلال 300 عملية اقتحام للمناطق، و118 مداهمة للمنازل.

وأشار إلى أن أبرز الانتهاكات (الإسرائيلية) استشهاد الطفل محمد حمايل من بلدة بيتا جنوبي نابلس والشاب سفيان الخواجا من نعلين غربي رام الله، إضافة لـ 260 جريحًا برصاص واعتداءات الاحتلال.

كما تصاعدت اعتداءات المستوطنين من 52 اعتداء في شهر شباط الماضي، إلى 79 في مارس الذي يغطيه التقرير، ووثق التقرير تصعيدًا إسرائيليًا في هدم الممتلكات خلال شهر مارس، والتي بلغت 38 انتهاكًا، وهدم 15 منزلا، وتزايد الإغلاقات ووضع الحواجز.

وفي القدس المحتلة، واصل الاحتلال ومستوطنيه انتهاكاتهم بحق المسجد الأقصى المبارك، الذي تعرض خلال 18 يوما للاقتحام والتدنيس من قبل 1118 مستوطنًا، وقد صعدت قوات الاحتلال من اقتحام أحياء القدس، حيث بلغ عددها 53 اقتحامًا، ومداهمة 24 منزلا، ونفذت 107 حالات اعتقال.

وأظهرت الإحصاءات أن مناطق نابلس شهدت 346 انتهاكًا، والقدس 315 والخليل 220، وكانت هذه المحافظات الأكثر تعرضًا للانتهاكات الإسرائيلية.

استغلال الوباء

ويؤكد خضر سلامة رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في مدينة القدس، أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل انتشار وباء كورونا في تشديد إجراءاته الأمنية ضد الفلسطينيين في مختلف المناطق وخاصة القدس.

ويوضح سلامة في حديثه لـ"الرسالة نت" أن الاحتلال ماضي في ثقافته العنصرية ضد الفلسطينيين ويحاول استغلال وتجيير جميع الظروف من أجل الاعتداء وترهيب الشعب الفلسطيني حتى في ظل انتشار الوباء.

ويضيف أن الاحتلال فرض مؤخرا إجراءات أمنية عنصرية مشددة عبر تكثيف الاستيطان وحملات الاعتقالات في مدينة القدس والتي طالت محافظ المدينة وغيره من الرموز الوطنية بهدف السيطرة وبسط ما يسمى بالسيادة الإسرائيلية على القدس.

ويبين سلامة أن شرطة الاحتلال تغطي على انتهاكات المستوطنين وتعمل على حمايتهم في المقابل تقمع أي تواجد للفلسطينيين وأي نشاط يهدف إلى التوعية من فايروس كورونا، بالإضافة إلى عرقلة توزيع المساعدات الإنسانية على المحجورين والمواطنين الفلسطينيين.


 معاقبة الفلسطينيين

 

ويقول مدير مركز معلومات وادي حلوة بالقدس جواد صيام، إن سلطات الاحتلال صعدت من اعتداءاتها وممارستها القمعية في مدينة القدس المحتلة خلال مارس الماضي، على الرغم من الأوضاع الصحية المتدهورة وحالة الطوارئ العالمية أثر تفشي وباء كورونا.

ويؤكد صيام في حديثه لـ"الرسالة نت" على أن الاحتلال يحاول في هذه الفترة استغلال تفشي كورونا لمعاقبة الفلسطينيين والتشديد عليهم بشتى الوسائل، ويقمع أي مبادرات محلية في مدينة القدس ويرصد مخالفات بحق المواطنين.

ويشير إلى أن الاحتلال يمنع توزيع المساعدات ويكثف من انتهاكاته بحق الفلسطينيين في مناطق الضفة، ويقزم وسائل الوقاية والتعليمات، ومستمر في اقتحام البيوت وكسر الحجر وترويع المواطنين، وحتى عمليات الاعتقالات والتنكيل زادت خاصة في بلدة سلوان، حيث يقمع جميع المواطنين حتى لو كانوا بحاجة لشراء علاج.

ويطالب صيام المؤسسات الدولية والحقوقية بضرورة القيام بواجباتها في حماية الفلسطينيين في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال، وهجمته المتصاعدة بحق السكان الفلسطينيين في الضفة والقدس وكافة المناطق المحتلة.

البث المباشر