غزة – الرسالة نت
انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة أعمال المؤتمر الدولي الثالث للهندسة وإعمار غزة الذي تنظمه كلية الهندسة في الجامعة يومي الأحد والاثنين العاشر والحادي عشر من تشرين أول/ أكتوبر الجاري بالتعاون مع نقابة المهندسين في محافظات غزة ونقابة المهندسين الأردنيين، و بدعم من: اتحاد المقاولين الفلسطينيين، ومصلحة مياه بلديات الساحل، وشركة الملتزم للتأمين والاستثمارات، وبمشاركة واسعة من: الوزارات، والبلديات، والمؤسسات الفلسطينية العاملة في مجالي الإنشاء والتعمير.
وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي انعقدت في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة معالي النائب جمال ناجي الخضري –رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، والدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، والأستاذ الدكتور شفيق مسعود جندية –عميد كلية الهندسة، والمهندس كنعان عبيد –نقيب المهندسين-محافظات غزة، ولفيف من الوزراء، ورؤساء الجامعات، ورؤساء لجان المؤتمر، وعدد كبير من ممثلي الوزارات والبلديات والمؤسسات العاملة في الحقل الهندسي.
مسئولية أخلاقية وإنسانية وقانونية
وشدد النائب الخضري على أن إعادة تعمير ما دمره الاحتلال يعد مسئولية أخلاقية وإنسانية وقانونية لابد أن يتحملها الجميع فلسطينياً وعربياً ودولياً وإسلامياً، وبين معالي النائب الخضري أن الجامعة تعمل برؤية شمولية واضحة، وأن المؤتمر الهندسي الدولي الثالث لإعمار غزة يجسد رؤية الجامعة الهادفة لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني والاستفادة من الجهد الكبير والعمل المتواصل للجامعة، ورغبة منها أن تعطي النموذج المتكامل القادر على النجاح في ظل أصعب ظروف يعيشها الشعب الفلسطيني>
ولفت الخضري إلى دور الجامعة في عقد المؤتمرات المختلفة والمتميزة التي تمس العصب الحقيقي لما يعانيه الشعب الفلسطيني، وضرورة إعادة الإعمار، وأكد معالي النائب الخضري أن المجتمع الدولي مطالب بممارسة الضغط الحقيقي على الاحتلال ليسمح بدخول مواد البناء اللازمة لإعادة الإعمار.
أبحاث علمية عميقة
وأفاد الدكتور شعث أن انعقاد المؤتمر بهذه الصورة يؤكد أن قدم الجامعة راسخة في عقد المؤتمرات الدولية الهادفة رغم كل الصعوبات التي يعاني منها قطاع غزة سواء بسبب التدمير الناتج عن الحرب أو الحصار>
وأوضح الدكتور شعث أن المؤتمر يتعرض لمختلف الجوانب الهندسية لإعادة الإعمار، ويدلل على ذلك الموضوعات التي يطرحها المؤتمر، ومنها: هندسة البيئة، ودور تكنولوجيا المعلومات في إعادة الإعمار، وسياسات ومعايير إعادة إعمار المناطق الحضرية، والإعمار والتنمية المستدامة.
ونوه الدكتور شعث إلى التنوع في المشاركات المقدمة للمؤتمر سواء الدولية أو المحلية، وأثنى الدكتور شعث على العمق الذي يميز الأبحاث المقدمة للمؤتمر، وقدر المشاركات الواسعة للجهات القائمة على التحضير للمؤتمر.
روافد العمل الهندسي
ووصف المهندس عبيد الجامعة الإسلامية بأنه رافد من روافد العمل الهندسي البناء، واعتبر أن التقاء كلية الهندسة ونقابة المهندسين -محافظات غزة في الإعداد للمؤتمر يتيح مجالاً لتقديم إنتاج علمي خصب يخدم التوجه العملي الجاد لإعادة الإعمار، وقدر المهندس عبيد دور نقابة المهندسين الأردنيين التي تقوم بجهد كبير بالتعاون مع نقابة المهندسين –محافظات غزة في مشاريع إعادة البناء والتعمير.
خطة تنموية مستدامة
بدوره، ذكر الأستاذ الدكتور جندية أنه يشارك في المؤتمر أكثر من (90) شخصية عربية وأجنبية من باحثين وأساتذة مختصين في المجالات الهندسة المتنوعة من: فلسطين، والعراق وماليزيا، وألمانيا، وبريطانيا، وأمريكا، وإيطاليا، وتوقع الأستاذ الدكتور جندية أن تشكل المادة العلمية للمؤتمر توطئة لجهود الإعمار المرتقبة، وأن تمهد الطريق نحو ربط هذه الجهود بخطة تنموية مستدامة للمجتمع الفلسطيني ومناطقه العمرانية في قطاع غزة>
وأكد الأستاذ الدكتور جندية على دور كلية الهندسة الجاد في فلسطين على الصعيدين الأكاديمي والبحثي، وأضاف أن ذلك يتطلب من الكلية المساهمة في حمل المسئولية وتوظيف كافة الطاقات المتاحة نحو تأسيس منهجية علمية وسليمة لفعاليات إعادة الإعمار.
أسس علمية ومنهجية
وأوضح الدكتور فريد القيق –نائب عميد كلية الهندسة، عريف الجلسة الافتتاحية، أن إعادة إعمار قطاع غزة يتطلب منهجاً علمياً ورؤى سديدة وخطوات متأنية لتمهيد الطريق أمام إعمار القطاع على أسس علمية ومنهجية سليمة>
وأشار الدكتور القيق أن المؤتمر يعكس منهجية التكامل بين مختلف القطاعات الهندسية المؤثرة في إعادة إعمار المناطق الحضرية، والبيئة وقضايا التلوث، ومصادر المياه وهندسة الطرق والبنية التحتية، والطابع المعماري المحلي، والحفاظ على التراث الوطني، وتقنيات تكنولوجيا البناء ومستجدات عصر المعلومات.
مظلة مناسبة لجهود إعادة الإعمار
وشدد البروفيسور ناصر جولزاري من جامعة ويست منستر بالمملكة المتحدة، ضيف المؤتمر، في رسالة وجهها إلى كلية الهندسة، على أن المؤتمر الدولي الثالث للهندسة وإعمار غزة والذي يرسم خارطة طريق إعمار غزة هو حدث لا يمكن تجاهله لكل المهتمين بإعمار القطاع، و أكد على أن الجامعة الإسلامية كمؤسسة أكاديمية مميزة يمكن أن تشكل مظلة مناسبة لبوتقة جهود إعادة الإعمار انطلاقاً من كلية الهندسة، وقال البروفيسور جولزاري: "يمكن الحكم على ذلك من خلال الزيارة التي قمنا بها الشهر الماضي وشاهدنا القدرات الأكاديمية والخبرات المهنية العالية التي تؤهل الجامعة الإسلامية للريادة في مجالات عدة".
وتوقف البروفيسور جولزاري عند خمسة مجالات، أولها: أن تكون حاضنة للتنسيق بين كافة المؤسسات المعنية بإعادة الإعمار، وثانيها: أن تقوم بتقديم الاستشارات الفنية اللازمة لإعادة الإعمار، وثالثها: تدعيم البحوث النظرية بمشاريع تطبيقية، ورابعها: إعداد مشاريع طلابية بالتعاون مع جامعات دولية ، أما الخامسة فهي: تشجيع المشاركة المجتمعية وتدعيم قدرات البناء الذاتي.
المعرض الهندسي "بناء وتعمير"
وافتتح كل من النائب الخضري والدكتور شعث والأستاذ الدكتور جندية والمهندس عبيد بحضور المهندس أحمد أبو دبوسة – المدير التنفيذي للمعرض الهندسي، أعمال المعرض الهندسي "بناء وتعمير" الذي تتواصل أعماله بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الدولي الهندسي الثالث لإعمار غزة، ويقام في بهو مركز المؤتمرات بالجامعة، وقد شهد المعرض مشاركة واسعة من الشركات والمؤسسات الهندسية.
الجلسات العلمية
وبخصوص الجلسات العلمية المتخصصة للمؤتمر فقد انعقدت في اليوم الأول بواقع سبع جلسات علمية توزعت على قاعات المؤتمرات العامة في مباني القدس وطيبة واللحيدان للقاعات الدراسية، فقد انعقدت في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية جلستين علميتين غطت الأولى محور تأهيل المنشآت وترميم المباني، وترأسها الدكتور سمير شحادة، فيما ناقشت الثانية محور التجارب المشابهة في مجالات إعادة الإعمار إقليمياً ودولياً وترأسها الأستاذ الدكتور عدنان إنشاصي.
وحول الجلستين العلميتين اللتان انعقدتا في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى اللحيدان للقاعات الدراسية، فقد توقفت عند مشاكل وحلول هندسة البيئة، وترأس الجلسة الأولى الدكتور فهد رباح، وترأس الجلسة الثانية الدكتور عبد المجيد نصار.
وعن الجلسات العلمية التي انعقدت في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى القدس للقاعات الدراسية فقد بحثت في دور تكنولوجيا المعلومات في برامج ومشاريع إعادة الإعمار، وترأس الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور إبراهيم أبو هيبة، وبينما ترأست الجلسة الثانية الدكتورة هالة الخزندار، و وترأس الجلسة الثالثة الأستاذ الدكتور حاتم حماد.
وانعقدت أعمال اليوم الثاني للمؤتمر في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية على مدار ست جلسات، حيث ناقشت الجلسات سياسات ومعايير إعادة إعمار المناطق الحضرية، وترأس الجلسة الأولى الدكتور محمد الكحلوت، بينما ترأس الجلسة الثانية الدكتور عبد الكريم محسن، وترأس الجلسة الثالثة الأستاذ الدكتور محمد مكي، في حين ترأس الجلسة الرابعة الدكتور صلاح الأغا، وترأس الجلسة الرابعة الدكتور علاء الدين الجماصي، بينما ترأس الجلسة السادسة الدكتور نادر النمرة.
معرض الإبداع الهندسي
وبخصوص مؤتمر الإبداع الهندسي "بناء وتعمير" فيهدف المعرض إلى إبراز الأعمال التي أنتجتها الشركات والمؤسسات المحلية في قطاع غزة، والجهود المبذولة لاستمرار إنتاجها، والدور الذي تقوم به هذه المنتجات في تحدي الحصار وإعادة إعمار غزة بأساليب إبداعية نوعية، ويشارك في المعرض شركات ومشاريع تخرج أعدها طلبة في كلية الهندسة.
وكان من بين الشركات المشاركة في المعرض شركة أبناء أحمد القدوة، حيث أبدى ممثل الشركة في المعرض حرصها على المشاركة في المؤتمرات العلمية والملتقيات التعليمية؛ دعماً لمسيرة التعليم في فلسطين، وذكر أن الشركة تقدم عروضاً لأجهزة الجوال، وخدمات الشركة، وتقدم أجهزة حاسوب للطلاب بأسعار مناسبة.
كما تشارك شركة العفيفي لتكنولوجيا المعلومات، حيث تعرض متعلقات بتكنولوجيا المعلومات من صيانة وتصميم، وأبدى ممثل الشركة تقديراً للتنسيق الذي قامت به كلية الهندسة في التحضير للمعرض، إضافة إلى الخدمات المريحة التي توفرها.
وأكد ممثل شركة الحساينة لمعدات الإطفاء إحدى الشركات المشاركة في المعرض أن المشاركة في المعرض جاءت لتثبت أن الشركة رغم الحصار تقدم خدمات السلامة والأمان للمواطنين، وأثنى على الإقبال الواسع على المعرض.
وحول ركن المشاريع المشاركة في المعرض كان مشروع عداد سيارة الأجرة للطلاب: عبد الغني أبو جبل، وإلياس خشمو، ومحمد سمارة، ويستخدم المشروع لحساب تكلفة المواصلات وسيارات الأجرة، حيث يوجد لكل راكب شاشة خاصة به تحسب الوقت والمسافة، وتحدد ما عليه من أجرة مستحقة للسائق.
وشاركت الطالبة دنيا أبو كرش من قسم الهندسة المعمارية بمشروع المدينة البيئية في قطاع غزة، ويقوم المشروع على توفير بيئة سكنية صحية لأكبر عدد من السكان على أقل مساحة ممكنة مع توفير كافة احتياجاتهم، وتقليل التلوث في المدينة عن طريق الاعتماد على موارد الطاقة المتجددة.