حذر أطباء مقدسيون من انتشار كبير ومتسارع لفايروس كورونا في الأحياء المقدسية وسط تعتيم الاحتلال على المعلومات الخاصة بهذا الانتشار، وتقصيره في إجراء الفحوصات للمقدسيين وتوفير الإجراءات الوقائية لهم.
جاء هذا التحذير من خلال نداء أطلقته شبكة أطباء القدس، وذلك عقب الإعلان المفاجئ يوم أمس عن عدد كبير من الإصابات في سلوان.
وشددت الشبكة على أنه يتوجب على المقدسيين اتخاذ إجراءات طبية ذاتية وتجنب الاستهتار لحماية انفسهم من هذا الوباء، في ظل تقصير سلطات الاحتلال عن القيام بدورها.
وقال مدير الخدمات الطبية في المركز الطبي في بيت صفافا الطبي الدكتور فؤاد أبو حامد، إن تسارعا مذهلا سجل في اليومين الماضيين في القدس ونحن نتحدث عن 35 إصابة بفيروس كورونا في اليومين الماضيين موزعة على مختلف الاحياء المقدسية، موضحا أن الإصابات تركزت في احياء سلوان المتمثلة في الثوري ورأٍس العامود وعين اللوزة.
وقال: إن هذه الأرقام مذهلة وصادمة وأن هذا الوباء بدأ في القدس الغربية، ولا أفهم سبب تعنت وزارة الاحتلال بعدم نشر أرقام متعلقة بالاحياء العربية المحتلة في القدس، ونحن نقوم بالتعاون مع الأطباء بجهود شخصية لمحاولة تتبع كل حالة وكل مريض للحصول على إحصائيات والوقوف على مستوى الوباء في القدس الشرقية ونحن نتحدث عن عشرات والرقم قد وصل إلى 70.
وأضاف: إن الوباء بدأ في حي بيت صفافا حيث وجد ثمانية مرضى بكورونا وسجل أيضا في حي بيت حنينا 15 حالة بحسب علم الأطباء، واليوم سلوان تتقدم هذه الحالات ليصل العدد حوالي 70 إصابة داخل القدس، ولكن رغم هذا الرقم المرتفع لا نزال في وضع تحت السيطرة ولكن معدل التسارع في الإصابات والقرب من شهر رمضان يهدد بانتشار المرض بشكل أكبر.
وأضاف: إن ما يجري في وزارة الصحة الإسرائيلية بحق المقدسيين مستهجن فهي تصدر إحصائيات حول عدد المصابين وحسب الاحياء اليهودية وتستثني البلدات العربية ورغم محاولة الأطباء التوجه لوزارة الصحة للحصول على أرقام حقيقية ولكن دون جدوى والأرقام الموجودة هي أرقام بجهد شخصي يجري لملمة حالة حالة لجمع معلومات.
وبين الدكتور أبو حامد، أن المعلومات القليلة المتوفرة تشير إلى أكثر من 70 إصابة مؤكدة بالقدس الشرقية علما أن الوباء منتشر بشكل كبير في القدس الغربية، ومعدل التسارع مذهل في القدس ففي منطقة سلوان سجل في اليومين الماضيين 36 حالة مؤكدة وهذا تسارع خطير ومخيف جدا.
ومن ناحية الفحوصات الطبية الخاصة بفيروس كورونا، قال: إن الاحتلال أقام محطتين للفحص واحدة في جبل المكبر ومحطة أخرى بشعفاط وكذلك صناديق المرضى في القدس تجري فحوصات أيضا، ولكننا بحاجة لمحطات أخرى، ويوجد مشكلة حقيقية في الفحص بالأحياء خارج الجدار في كفر عقب ومخيم شعفاط وهناك يعيش أكثر من 100 ألف مقدسي.
من جانبه، قال الدكتور علي الجبريني المطلع على تطورات الكوورنا في القدس، إن المفاجأة كانت بعد أن فتح الاحتلال مركزين للفحص ونتوقع وجود 70 حالة في القدس، وهذا وضع جديد في القدس الشرقية ويحتاج إلى توعية ويحتاج إلى تكاثف كل الجهود من أجل وضع حد لسرعة انتشار هذا المرض.
وأضاف: إن وضع القدس صعب أكثر لانه يصعب الحصول على أرقام عن المصابين من الاحتلال وكذلك كل المراكز الطبية تنسق مع الاحتلال في هذا الموضوع ولكن الاحتلال لا يولي أي أهمية للإصابات في صفوف المقدسين.
وتابع الدكتور الجبريني: إن الوضع في القدس الشرقية قبل 3 أسابيع كان مطمئن ولكن الوضع تغير مع زيادة الأرقام فيها بشكل لافت، والممرضون والأطباء المقدسيون يبذلون جهدا كبيرا في التوعية.