أزال موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صفحات وحسابات العشرات من الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين خلال الفترة الأخيرة في كل من قطاع غزة والضفة الغربية دون حتى إشعارهم بذلك، في اطار محاربة المحتوى الفلسطيني وإخفاء جرائم الإحلال الإسرائيلي عن عين العالم.
الرد على فيسبوك جاء من خلال نشطاء فلسطينيين وعرب بإطلاقهم حملة إلكترونية تقوم على تقييم تطبيق الفيسبوك بنجمة واحدة فقط في "المتاجر" و"بلاي ستور" و "آب ستور" مع تعليقات تضامن مع فلسطين وترفض سياسة تطبيق فيسبوك ضد المحتوى الفلسطيني.
وكما يقول المهندس سمير النفار فإن الخطوة مستوحاة من فكرة مشابهه قام به جمهور "مؤثر هندي" مشهور ضد تطبيق "تيك توك" وتمكنوا من خفض تقييم التطبيق من 4.6 إلى 1.6
ويعتقد أن هذه الخطوة من شأنها ازعاج الشركات المهيمنة على المحتوى، وقد يدفعهم لتصحيح سياستهم.
إغلاقات متكررة
لم يعد أمر محاربة المحتوى الفلسطيني لصالح إسرائيل سرا فقد أعلنت وزارة القضاء الإسرائيلية في وقت سابق أن إدارة موقع "فيسبوك" استجابت لطلبات إسرائيل بحذف محتوى فلسطيني بنسبة 85% ، وقدمت إسرائيل لفيسبوك بيانات تحريض ضد نشطاء فلسطينيين لإغلاق حساباتهم نهائياً .
لم يعد يذكر الصحفي "حسن إصليح" عدد المرات والصفحات الخاصة به التي حذفها "فيسبوك" فهو معتاد أن تغلق حساباته دون مبرر بين كل فترة وأخرى، لكن الغريب بالأمر أنه وعندما تتجاوز صفحته 100 ألف متابع يقوم الفيسبوك بحذفها في نفس اليوم دون إبلاغ سابق حسب قوله.
ويعاني إصليح من عدم امتلاكه حسابا شخصيا قائلا: "لا امتلك أي صفحة شخصية "بروفايل" منذ أكتر من عام بسبب الإغلاقات المتكررة في كل مرة ".
ويضيف:" أتابع ما يكتبه الناس عني أو الأصدقاء لي وآخر مستجدات الأصدقاء من خلال صفحات أصدقائي".
واستنكر اصليح سياسة فيسبوك ضد الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين، معتبرها حرباً مشتركة مع الاحتلال الإسرائيلي لكتم الصوت الفلسطيني، وتغييب رسائله للخارج.
استنكارات حقوقية
من جهتها اتهمت مؤسسة "إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان" في وقت سابق إسرائيل بـ"توظيف علاقاتها مع شركة فيسبوك لمحاربة المحتوى الفلسطيني في الفضاء الإلكتروني الأزرق".
وفي إطار آخر دعت "لجنة دعم الصحفيين " إدارة فيسبوك لوقف ملاحقة المحتوى الفلسطيني وإعادة تفعيل الحسابات التي تم تعطيلها، مناشدة المؤسسات الدولية وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة اليونسكو ومؤسسة مراسلون بلا حدود للضغط على إدارة فيسبوك التي تمارس ازدواجية في التعامل والمعايير حسب قولها.
وأكدت أن مثل هذه السياسات تتنافى كلياً مع كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على احترام حرية الرأي والتعبير.
يذكر أن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قام خلال الفترات الأخيرة بالتضييق على عشرات الحسابات لنشطاء وصحفيين فلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، فأغلق حسابات البعض، وحظر آخرين لفترة محددة، ومنع البعض من ميزة "البث المباشر"، في استهداف علني للوجود الفلسطيني.