قائد الطوفان قائد الطوفان

معرض دولي يركز على الأراضي الفلسطينية

وكالات – الرسالة نت

في أغلب الدول، غالبا ما يتم تخطيط المدن وتقسيمها وفقا للحاجات السكانية والطبيعة الجغرافية للأرض. ومفهوم البيت والمسكن مرتبط أساسا في كيفية تحسين حياة الفرد وتطويرها لتتلاءم مع احتياجاته العصرية.

ولكن في مدن أخرى، تكون الصراعات السياسية والاعتبارات الاقتصادية العامل الأساسي في التخطيط الحديث، ما يشكل تضاربا مع اعتبارات النمو الطبيعي للسكان واعتبارات الراحة للفرد.

هذه هي الفكرة التي يبحثها معرض "سبيسميكرز (Spacemakers)، ضمن فعاليات مهرجان إدنبرة الدولي. ويشمل المعرض أعمالا لفنانين من فلسطين وإيران والإمارات المتحدة ومصر وتركيا والولايات المتحدة. ولكنه يركز تحديدا على الأراضي الفلسطينية ودور الاحتلال في تقنين المساحة الشخصية للفرد.

صانعو الفضاء

يمكن ترجمة عنوان المعرض، Spacemakers، إلى صانعي الفضاء أو صانعي المكان. وهذا ليس كناية فقط عن القوى السياسية التي تتدخل في تخطيط البيوت والمدن، ولكنه ينظر أيضا إلى الفرد نفسه وكيف يخلق لنفسه فضاء أو مساحة ضمن الحدود المرسومة له.

أعمال الفنان الفلسطيني جواد المالحي تستعرض هذين الدورين. ففي إحدى صوره منظر بانورامي لمخيم شعفاط في مدينة القدس المحتلة، وتظهر فيه المباني بشكل علب رمادية مكتظة وعشوائية. ويقول أحد منظمي المعرض آرون سيزار إن الصورة، وإن كانت مألوفة للبعض، إلا أنها صدمت البعض الآخر لأنها صورة غير مألوفة لمدينة القدس، والتي غالبا ما يربطها الأجانب بمنظر البلدة القديمة والأماكن المقدسة.

ويستعرض المالحي دور الفلسطيني كصانع فضائي في فيلم فيديو قصير تم تصويره أثناء الليل، ويظهر فيه رسام وهو يعمل في مرسمه الخاص. مدة الفيديو لا تزيد عن دقيقتين وقد يبدو رتيبا للبعض، ولكنه يبرز الرتابة في حياة اللاجيء ويقدم ايضا تصورا لمفهوم اللاجيء. فإقامة مرسم والعمل داخل المخيم يدل أن حاجة اللجوء، والتي هي مؤقتة في جوهرها، أصبحت وضعا دائما للفلسطيني.

تصور للمستقبل

بعض الأعمال في المعرض تقدم تصورا مغايرا لكيفية استخدام الفضاء الطبيعي واستعادته لمصلحة الفرد والطبيعة. ومن بينها مشروع يسمى "عش غراب" والذي قامت به مؤسسة Decolonising في مدينة بيت لحم.

ويستعرض المشروع فكرة جديدة لإعادة استخدام نقطة عسكرية إسرائيلية تم إخلاؤها في منطقة "عش غراب" على أطراف بلدة بيت ساحور في بيت لحم، وذلك بتحويلها إلى محمية للطيور البرية.

ويقول أحد المعماريين القائمين على المشروع، إيال وايزمان، إن هناك توجها ليس فقط في الأراضي الفلسطينية وإنما في عدة أماكن مستعمرة لإعادة استخدام مخلفات الاحتلال بذات الطريقة التي كانت تستخدم من أجلها بدلا من التفكير في سبل أكثر إيجابية.

 

البث المباشر