مرة أخرى يتبدل لون شجرة الأرز الخضراء إلى الأحمر القاني وهو لون الدم اللبناني السيال.
لكن أغصانها لم تسقط وإن أسقطت الانفجارات المتتابعة التي هزت الأرض كزلزال شديد المباني وما ارتفع فوق الأرض.
ورغم المآسي بقيت شجرة الأرز وهي -كناية عن كل لبناني شقيق- بقاء لبنان الراسخ الشامخ الذي لم تطويه الكوارث والحروب ولم يركع للأزمات على مر السنوات .
لقد زلزلت الانفجارات قلوبنا وقلوب كل أحرار المعمورة قبل المباني والعمران.
لقد أبكت بيروت قلوبنا مجددا وأحرق لهيب نيرانها وأعمدة دخانها عيوننا.
ولأنها شقيقتها وخليلتها، سهرت غزة شريكة الهم على همها وكمدت في صدرها الجريح حزن بيروت كما كمدت من قبل بيروت النازفة في صدرها حزن غزة.
تعاهد غزة خليلتها أن تبقى الأوفى حتى تنفض عن وجهها غبار الدمار وتعود إليها بسمتها.
تعاهدها أن تبقى الأوفى حتى تجف عن اغصان الأرز الدماء ويعلوا من مآذنها النداء.
أما أنت يا بيروت فستبقين وسترددين نشيد الوطن وستنظمين أبيات الحنين مجددا.
ستبقي يا بيروت شمس المتوسط وإن غطت أعمدة الدخان وشظى النيران خيوطك الذهبية، وإن داهمت الرماح ورياح الاطراح والجراح أنسام صباحكِ الفواح.
