أكدًّت وزارة الداخلية والأمن الوطني أن الجهات الحكومية في قطاع غزة باتت الآن في مواجهة مُتقدمة مع فيروس كورونا، مشيرةً إلى أن هناك إجراءات خاصة ستُنفذ في حال تمديد قرار "حظر التجوال".
وشدَّد المتحدث باسم الوزارة إياد البزم في بث مباشر مساء اليوم عبر الصفحة الرسمية للوزارة على أن الجهات الحكومية لن تسمح بمخالفة الإجراءات المفروضة حالياً أو خرقها، مشيراً إلى أنها تدرس وتُقيّم حالياً كل المعلومات، وبناء عليها ستُعلن الإجراءات المناسبة، ومستعدون لكل السيناريوهات.
التقصي الوبائي
وأوضح البزم أن "الإصابات المكتشفة بفيروس كورونا أمس لها دوائر مخالطة، ومن هنا تكمن الخطورة، لذلك بدأنا جملة إجراءات لمواجهة هذه الحالة بشكل عام.
وأكدَّ البزم أن منطقة مخيم المغازي وسط القطاع تخضع لإجراءات خاصة، وهي معزولة عن باقي القطاع لمنع تفشي الفيروس، مشيراً إلى أن فرق التقصي الوبائي تجري الفحوص اللازمة لمتابعة الإصابات الأربعة والدوائر المخالطة لها.
ولفت إلى أن الجهات المختصة ستُعلن عن الخارطة الوبائية للإصابات الأربعة حينما نتوصل لصورة واضحة بشأنها، مضيفاً "الإصابات الأربعة المسجلة أمس في حالة عزل تام، وتخضع لإجراءات خاصة وتقصّ وبائي لتتبع المخالطين لها.
ونوه البزم إلى وجود مستشفى خاص بالحجر الصحي يتم عزل الإصابات فيه، ويخضع لإجراءات خاصة وعزل تام، ومتابعة طبية كاملة من وزارة الصحة.
وفيما يتعلق باستجابة المواطنين للإجراءات المنفذة، قال البزم: "لمسنا استجابة عالية جداً من المواطنين للإجراءات الحكومية المنفذة مؤخراً، ولقرار حظر التجول".
وأشار إلى أن خلية الأزمة في وزارة الداخلية تبذل جهوداً كبيرة، وهي في حالة انعقاد دائم لمتابعة كل التفاصيل والحيثيات لحماية أبناء شعبنا.
استعدادات وإجراءات
واستعرض البزم الإجراءات التي اتخذتها الجهات الحكومية منذ بدء جائحة كورونا، موضحاً أن الجهات المختصة كانت تُجري كل الاستعدادات اللازمة، وتضع الخطط المناسبة لمواجهة الفيروس.
وتابع: "بدأنا منذ 15 مارس إجراءات مشددة بإغلاق كل المعابر، وأنشأنا مراكز للحجر الصحي لاستقبال كل من يعود لغزة".
وبيَّن المتحدث باسم الداخلية أن الجهات الحكومية استقبلت أكثر من 6 آلاف مواطناً في مراكز الحجر الصحي حتى اللحظة، مستدركاً "هذه الخطوة الكبيرة كانت صمام الأمان لمنع تفشي الوباء في غزة".
ونوه البزم إلى أن إجراءات مواجهة كورونا استنفذت كثيراً من المال والإمكانيات، وبذلنا جهوداً كبيرة ولا زلنا نقدم الخدمات للمستضافين في الحجر حتى الآن.
وطمأن البزم أبناء شعبنا بأن الأجهزة الحكومية تبذل كل الجهود لحمايتهم من تفشي الوباء، مضيفاً "كنا أمام جهد حكومي ضخم واستنزفنا طاقات كبيرة، وقدمنا نموذجاً كبيراً ونجحنا في تأخير تفشي الفيروس في غزة وأدركنا منذ البداية خطورة تفشي كورونا داخل القطاع نظراً لحجم الكثافة السكانية".
احتياجات المواطنين
وحول دور الجهات الحكومية في متابعة مستجدات الجائحة، أكد البزم أن وزارات الداخلية والصحة والاقتصاد تُتابع توفير كل احتياجات المواطنين ومستلزماتهم، لافتاً إلى أن الداخلية استنفرت 19 ألف عنصر شرطة وأمن بشكل كامل، وتم إغلاق كافة الحدود البرية والبحرية لغزة.
ومضى يقول: "تم تدريب قوة شرطية خاصة قوامها 500 عنصراً؛ للتعامل مع المستضافين في مراكز الحجر الصحي وخدمتهم.
وفي حال ظهرت أي إصابات جديدة في قطاع غزة، أوضح البزم أن الجهات الرسمية ستُعلن عن ذلك، مستطرداً "لن نتأخر بأي معلومة عن المواطنين، وندعو للتريث في استقاء المعلومات وأخذها من مصادرها الرسمية".
كما أكد البزم أن الجهات المختصة في الوزارة تعمل من أجل تسهيل تحرك الصحفيين من أجل القيام بمهامهم، وندعوهم لتقدير حساسية المرحلة.
احتكار الأسعار
وفي هذا الصدد، شدَّد المتحدث باسم الداخلية على أن الوزارة لن تسمح باستغلال المواطنين في هذه الظروف، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية لن تتوانى عن إعلان اسم أي تاجر يحتكر الأسعار.
وقال البزم: "رصدنا مناشدات ورسائل من المواطنين بخصوص احتكار الأسعار، وهناك حالة استنفار لمباحث التموين التي تتابع مع التجار الالتزام بالأسعار المقرة من وزارة الاقتصاد".
معبر رفح
وفي رده على أسئلة واستفسارات حول معبر رفح في ظل هذه الأوضاع، نفى البزم وجود أي حديث عن فتح معبر رفح في ظل هذه الظروف المستجدة.
ودعا المتحدث باسم الداخلية المواطنين لعدم تداول أية روايات غير رسمية تتعلق بالإعلان عن إصابات في مناطق أخرى، وعدم ترويج الشائعات بهذا الشأن.
كما أهاب بالمواطنين لعدم التردد في التواصل عبر الأرقام المجانية: 103 لوزارة الصحة، و109 لوزارة الداخلية، سواء لتقديم المعلومات أو للاستفسار من الجهات المختصة.