قائد الطوفان قائد الطوفان

بين التخريب والتطبيع

بين التخريب والتطبيع
بين التخريب والتطبيع

ماجد أبو مراد 

 منذ سنوات خلت ودولة الامارات العربية المتحدة تراوح في مواقفها وسياساتها الخارجية وعلاقاتها مع الدول العربية؛ بين التخريب والتهديد أو المصاهرة المحرمة على وقع دماء الأبرياء؛ فهي التي قرعت طبول الحرب في اليمن، وأمدت حكام بعض الدول بحبلٍ من مال ونفط ليسحقوا بعض أقوامهم بين عشية وضحاها

بفعل مواقفها البغيضة وتطلعات حكامها المراهقين مات الناس أفواجاً في عديد البلدان العربية؛ وما ليبيا ولا اليمن عنا ببعيد، حدث ولا حرج عن فجور يتلوه خمور في قصورها الفسيحة، وأموال سياسية تضخ صباح مساء هنا وهناك لا لشيء إلا لمحاربة الفضيلة ونشر الرذيلة السياسية والسفور المجتمعي بين الدول المستهدفة والتي تسعى الامارات لرشوة حكامها ليسهل عليهم السيطرة على القرار وتوجيه دفة البلاد إلى حيث يرغب العم سام

وأخيراً توجت الامارات العربية مسيرتها السياسية بخطيئة كبرى ودشنت علاقاتها المشبوهة مع الاحتلال الصهيوني شذاذ الآفاق قاتلي الأطفال وسارقي الأرض؛ وليس هناك عاقل يمكن له التنبؤ بدوافع الاتفاق إذ لا حدود ولا مصالح تجمع بين دولة غنية بل ثرية مثل الامارات وبين دولة الكيان المسخ

ليس هناك أطماع ترجى بالنسبة لدولة الامارات التي تحتل المرتبة السابعة في العالم من حيث احتياطاتها النفطية، وتتمتع بحركة سياحية هي أقرب للخيال من حيث تعداد السياح الأجانب الوافدين إليها، بالإضافة لثروة ونفوذ مالي يصعب تقديره بسهولة؛ لذلك ليس هناك أي سبب لإبرام اتفاق مذل مع دولة الاحتلال سوى ميل حكام الامارات لخدمة الاحتلال نزولاً عند رغبة كبير شياطين الأنس "ترامب"، وهو أمر بلا ريب يتنافى مع رغبات الغالبية العظمى من أبناء ونخب الشعب الاماراتي الأصيل؛ علاوة على النكوص والارتكاس والتراجع عن مواقف المؤسس الحكيم للدولة الشيخ زايد رحمه الله.

الاتفاق المشؤوم سيفتح شهية الاحتلال أكثر على المال العربي والشارع العربي، والتطلعات ستكون أكثر طمعاً بالعواصم العربية القادمة لمحطة التطبيع الاجباري أو الطوعي وفي نهاية المطاف ينام الصهيوني نوماً مريحاً طالما له ظهر ونصير في شبه الجزيرة العربية يجاهر ويفاخر بتطبيع العلاقات مع الاحتلال رغم ولوغه بالدم الفلسطيني.

لقد سبقت بعض الدول العربية الامارات بالتطبيع مع الاحتلال أو بإبرام الاتفاقيات معه فماذا جنت تلك الدول؟ وماذا حققت؟ طبعاً غير سخط شعوبها عليها؛ لذلك ولألف سببٍ وسبب لا بد من مراجعة المواقف العربية المذلة للدول التي تربطها علاقات أو صداقات أو اتفاقيات مع المحتل الغاصب.

بل لا بد من تشكيل تجمع إقليمي ودولي تتقدمه الدول المُحبة لفلسطين وأهلها للضغط على الامارات العربية ومصر والأردن وغيرها من الدول المرتبطة مع دولة الكيان بهدف محاصرة قيادات تلك الدول وحملهم على مراجعة مواقفهم والتراجع عن توفير إكسير الحياة للاحتلال وهو التطبيع وإقامة العلاقات التجارية والسياسية والدبلوماسية معه

أما على الصعيد الشعبي -أعان الله الشعوب على حماقة وسفاهة حكامهم- فإنه مطلوب من الشعوب الحرة تحشيد الرأي العام المحلي ضد الاعتراف بالاحتلال وإقامة العلاقات معه؛ وتنظيم المظاهرات الهادفة للتضييق على سفاراته إذا وجدت وممثليه في كل مكان يتواجدون فيه للتعبير عن سخط الشعوب على ثقافة التطبيع المذمومة والتأكيد أنها ثقافة دخيلة على قناعات شعوبنا الحرة.

آمل أن تمضي الشعوب العربية والإسلامية نحو تغيير حقيقي وفاعل يمحو ثقافة التطبيع ويجبر الحكام المتآمرين على احترام إرادة الشعوب القاضية بلفظ الاحتلال أو الرحيل عن كراسي الحكم بأي طريقة كانت.

البث المباشر